قرأت ذات يوم تعليقا في أحد الحسابات حول ارتفاع الأسعار كتبته امرأة قائلة إنها وعائلتها واجهوا هذا الارتفاع الكبير بزراعة أهم الخضروات في منزلهم، كخضروات السلطة وما تحتاجه المائدة يوميا، ولأنني صاحبة فضول إعلامي كبير لم أخجل من الدخول على حساب الفتاة لسؤالها عما تم زرعه في منزلهم على أمل تبني فكرتهم التي فيها جل الفائدة، ليس فقط من ناحية التوفير، لكن أيضا من ناحية الوفرة التي يشعر بها أصحاب المنزل عند زراعتهم أية نبتة، وقد كانت لي تجربة سابقة في زراعة الطماطم في حديقة منزلي، ولا أستطيع أن أصف الكم الهائل الذي تحصلت عليه من هذه الثمرة الطيبة التي لا تخلو منها أطعمتنا وموائدنا، والحقيقة أننا يجب أن نشجع مثل تلك الأفكار لما فيها من فائدة عارمة نبدأها بتخفيف الكلفة الاقتصادية على عاتق الأسرة، وكذلك رفع القيمة الغذائية لموائدنا وأن نأكل مما نزرع، بالإضافة إلى شغل أوقات فراغنا، فالزراعة هواية ذات ثقل كبير وفائدة عظيمة، كما أننا نزيد من خلالها رياضة التأمل والتفكر في خلق الله عز وجل ونحن نراقب عن كثب نمو النباتات من حولنا.
وأخيرا لا ننسى الحس الفني الذي يتولد لدى الإنسان عندما يحيطه اللون الأخضر من كل جانب ويتعود على هذه المظاهر الرائعة الخلابة، دعونا معا نعلنها مبادرة نزرع من خلالها كل ما تحتاجه موائدنا من خضرة أو فواكه وغيرها، ويالها من مبادرة جميلة تعزز القيم وتشغل الوقت وتعود علينا بالنفع الكبير.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية