لم يهدأ هذا العالم مطلقا، فمنذ نعومة أظافري وأنا متابعة جيدة للأخبار، كنت أقرأ بنهم شديد كل ما يكتب في الجرائد، عن الحروب والمجاعات والكوارث التي لا تنتهي، والتي أساسها الإنسان الذي جن جنونه وخاض حربا عالمية أولى وثانية ويعمل بكل جد لإدخالنا حربا ثالثة، ناهيك عن الحروب الباردة التي تجري منذ عقود بين الدول والتحالفات وغيرها، ولأن الحديث يطول جدا في هذا السياق، دعوني أشد على أيديكم لتلتفتوا لكل محاولات جر المنطقة وأقصد بها منطقة الشرق الأوسط إلى الهاوية، منذ القرن العشرين وسبق ذلك الكثير لم تهدأ دول العالم العربي أبدا، ومحاولات التكالب عليها وسرقة خيراتها بأية طريقة كانت، لأن البعض على الطرف الآخر من العالم يعتقد أننا لا نستحق.. لا نستحق أن نعيش في دول غنية بموارد طبيعية إلهية، لا نستحق أن نملك وحدنا الذهب الأسود، لا نستحق أن تكون لدينا خيرات الطبيعة والمعادن، لا نستحق أن يعيش علماؤنا في رخاء، لا نستحق البتة أي شيء! لذلك جاءت معاهدات ترسيم الحدود وتقسيم الدول وزرع فتنة المذاهب وإشعال الحروب الطائفية فقط لأن هناك من يرى أننا لا نستحق أن نعيش في أمان!
ولأن التاريخ يطول شرحه، أود أن أشير إلى الألفية الجديدة التي نعيش فيها بكل جوارحنا، ففي 24 عاما لا غير هلت علينا الأفلام المحبوكة التي لم تنتهي منذ تفجير برجي التجارة العالمي 2001، مرورا بسقوط العراق 2003، ومقتل الحريري 2005، ثم الأزمة العالمية 2008، وتجهيز المنطقة لسلسلة من المشاحنات التي لا تزال تدفع بعض الدول ثمنها منذ 2011 إلى الآن، والصراع في الشام، مع اختراع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية وعدد من الحركات التي يتم استخدامها في أي تصرف إرهابي غير مسؤول، وزد على ذلك كله أرض الخليل التي لم تهدأ منذ ما يقارب المئة عام. أيها العالم المجنون دعنا نعيش في سلام، نحن نستحق الهدوء والتنعم بخيرات الإله، عيناك على أرضنا لا تزال، فأشح بوجهك عنها لعل الحياة تمشي بنا على ما يرام.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية