قررت مع والدتي أن نتناول وجبة الفطور في أحد المطاعم اللبنانية الشهيرة في المملكة، وما أن جلسنا واستمعنا إلى صوت فيروز الشجي حتى أجهشت في البكاء، بكيت قهرا على بلد نكهته مختلفة في الشرق الأوسط، على شجرة الأرز، على صوت فيروز، على الترويقة، وعلى سهرات بلد يعشق الحياة، ولا ألبس نظارة التشاؤم، لكن ما يجري حولنا من أحداث كثيرة يصيب متعتك في مقتل، عندما ترى ما لا يراه إلا القلة، وأننا على قارعة طريق تحمل عددا كبيرا من المفاجآت ومنها على أقل وأبسط تقدير خريطة شرق أوسطية جديدة ومغايرة لما هو موجود في الخرائط الحالية.
مع اتساع خريطة حرب الكيان الغاصب على عدد من الدول واتساع رقعة الصراع لابد أن نكون أكثر حكمة في تحليل الأوضاع في الشرق الأوسط والاستعداد لكل الاحتمالات المطروحة على أرض الواقع، والاهتمام أكثر بتنمية الوعي بالأمن والأمان الذي ننعم به، بالإضافة إلى مراقبة الوضع الاقتصادي العالمي الذي بات لا يبشر بخير مع الارتفاع غير المسبوق لأسعار الذهب في السوق العالمية! والحقيقة التي يجب أن نراها بأم أعيننا وكما كتبت في مقالات سابقة أن الشر يحيط بعدد من الدول العربية، خصوصا تلك التي عقدت اتفاقيات مع إيران واعتقدت أنها نالت حماية خاصة تنأى بها، بل وتبعد عنها أي استهداف، والحقيقة أن الداخل الإيراني في أضعف حالاته ولا يستطيع حماية نفسه، كما أنه يتعرض للكثير من الخيانات، ولا تستطيع طهران حاليا حماية أي حزب أو تنظيم أو دولة غرست لها فيها ذراع، حفظ الله الأمتين العربية والإسلامية ونشر الأمان في سائر البلدان، هكذا بتنا نردد في صلاتنا.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية