كمية المكملات الغذائية التي يبتلعها أغلبية الناس تجعلك تفكر كثيرا في مدى جودة الطعام الذي تأكله، وإن كانت له فعلا فائدة غذائية أم لا، فالكثير منا يأكل اللحوم ومصاب بفقر الدم ونقص الحديد، وكثير منا أيضا تحتوي وجباته على السلطة، لكن جسمه يفتقر للعديد من الفيتامينات، وأتحدث هنا عن أشخاص يراعون في وجباتهم الغذائية أن تكون كاملة ومكونة من المعادن والفيتامينات.
هذا كله يجعلني أفكر في طعامنا والتربة التي زرع فيها، أو الحظيرة التي تمت تربيته فيها إن كان من الماشية أو الدواجن، ويزيد من تساؤلاتي إن كانت هذه النباتات والحيوانات تحظى بتغذية سليمة حتى تستطيع إنتاج كل ما نحتاجه من عناصر غذائية، ويبدو لي أن الخلل متأصل، وليس وليد “وجبة اليوم” أو “طعام هالأيام”، فنحن لا نحصل على العناصر الغذائية من أطعمتنا لأنها هي نفسها لم تتحصل على الطعام الصحيح والتغذية الطبيعية دون “مواد كيماوية” ومسرعات النمو وغيرها، مما أعطاها شكلا بلا روح أو مضمون أو فائدة حقيقية تترجم بطريقة صحيحة في أجسادنا.
أرجع لمقال سابق ذكرت فيه أن من أكبر تحديات المستقبل وسط هذا الزخم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي أن تمارس إنسانيتك عبر أي شكل بسيط، ولو أنك تزرع خضروات السلطة في مطبخك أو تربي بعض الدواجن فوق سطح منزلك وتهنأ بقليل من الطبيعة الحقيقية في غذائك!