إذا كانت وزارة العمل تعطي الاهتمام الخاص بالعمال بحظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة وفي الأماكن المكشوفة خلال فترة الظهيرة من الساعة 12 ظهرًا حتى الساعة 4 عصرًا في أشهر الصيف، ينبغي أيضًا مراعاة راحة الأهالي أثناء تنفيذ أعمال المقاولات المختلفة، خصوصًا في أيام الإجازات، وهي مخصصة للراحة، ويجب أن تحترم لأنها من مظاهر المسؤولية الاجتماعية.
 الكثير منا يتذمر من الضوضاء والإزعاج الذي يسببه المقاول أيام الإجازة “الجمعة والسبت”، وهناك مواقف كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، لكنني أنقل معاناة مواطن فقد الراحة في حياته اليومية مع أسرته وتحطم إلى أجزاء منفصلة وكأنه يعيش فوق المنحدرات الحجرية وليس منطقة سكنية.
 المواطن من سكنة عراد مجمع 242، يقول إنه ضاق ذرعًا ولم يعد في استطاعته حتى إطلاق آهة ارتياح بسبب إزعاج عمال البناء الذين يبدأون الشغل وتدوير المنشار الكهربائي وضرب المطارق الساعة الخامسة صباحًا، وعندما وجد نفسه أمام شيء غامض، ومحاطًا بالأسرار، تواصل مع الشرطة وبدورهم أخبروه بأن المقاول لديه تصريح بالعمل طوال أيام الأسبوع ومن غير تحديد الوقت، كما هناك حياة أخرى في أعماق هذا المواطن، فلديه ابنة مريضة عمرها 17 سنة كتب عليها الشقاء بعدم النوم والراحة. 
 نحن أمام تفسيرات متناقضة، جهة تحرص على راحة العامل، وجهة أخرى تعطي التصاريح للعمل في أي وقت دون مراعاة لراحة المواطن، وربما هناك خطوة تمكنا من اجتياز هذه التناقضات، فالمواطن يقترح أن يبدأ المقاول عمله يومي الجمعة والسبت الساعة العاشرة صباحًا على أقل تقدير وليس من الخامسة صباحًا، والأمر بين يدي الجهات المسؤولة التي يجب أن تلتفت للمواطن ولا تتركه بلا عون وتتقاذفه مجاديف المقاولين.