العدد 5966
الخميس 13 فبراير 2025
ما شاهدته في سوق المنامة
الخميس 13 فبراير 2025

لابد من وضع مشروع شامل طويل الأمد للأمن والسلامة بسوق المنامة، خصوصًا للمحلات الصغيرة المتلاصقة في محيط شارع الشيخ عبدالله، فرغم اتخاذ التدابير للحد ولو نسبيًّا من فوضى الإهمال، مازال العديد من الباعة الآسيويين في هذه المحلات لا يتبعون إجراءات السلامة، وهذا ما يؤدي لا سمح الله إلى تكرار الحرائق وخسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، ويستحضرني ما قاله تاجر الذهب بسوق المنامة جميل الصائغ بعد الحريق الذي نشب في يونيو العام الماضي وخلّف وراءه ضحايا، “نأمل أن يكون حريق المنامة بوابة لإصلاحات كلية يشهدها السوق القديم، ومحاربة التجاوزات والمخالفات التي عكف الآسيويون على ارتكابها دون رادع حازم يحد منها، وأكد أن المنطقة التي تعرضت للحريق تعج بورش صياغة المجوهرات غير المرخصة والمخالفة للأنظمة والقوانين، وهذه الممارسات العشوائية لطالما عرضت الأرواح والممتلكات للخطر، وسط غياب أعين الرقابة من قبل الجهات المختصة”.

ما شاهدته يوم الأحد الماضي في السوق القديم أسهل ما يمكن أن أطلق عليه تراكمات تزيد المأساة، وألخصه بما يلي.. بائع آسيوي يجلس أمام محل ملابس وأقمشة ممسكًا سيجارة ويدخن ويلتفت هنا وهناك، وهو يعلم أنه قد يكون سببًا رئيسًا للحريق، وبائع آخر يشعل البخور ويطوف كالدراويش على المحلات، والغريب أنه يطوف بجانب محلات الأقمشة القابلة للاشتعال، وهذه المنطقة بأكملها يجب أن يمنع فيها التدخين، لكن لا أعتقد أن هناك مسوغًا قانونيًّا يُستند عليه.

ما أريد قوله إن الجو السائد في سوق المنامة القديم مازال ينذر بمخاطر الحريق والكوارث وكأننا ندور في حلقة منذ فترة طويلة، ونتمنى أن نرى أنفسنا على نحو أوضح وأكمل.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .