تتعدد أوجه الصراعات التي يعيشها الفرد في هذه الحياة نظرا لكثرة التحديات التي قد تعترض المسيرة، فقد ترتبط المعوقات بالجانب المادي، وبعضها يرتبط بالجانب المهني، وبعض المعاناة تتشكل في الجانب الأسري وغيرها من الإشكاليات المتعارف عليها المرتبطة بواقع الحياة والظروف. والمؤسف أن صورة الصراعات بدأت تأخذ منحى مختلفا له علاقة بالتواصل الإنساني والاجتماعي، وهنا أقصد إشكالية العلاقات الإنسانية المعقدة، خصوصا إذا ما تكاثرت الشخصيات السامة من حولنا، قد نجدهم في بيئة العمل، وفي محيط الأصدقاء أحياناً، وبعض الأنماط تظهر داخل المحيط الأسري غير السوي.
أصحاب الشخصيات السامة يتميزون بعقد نقص لا حصر لها لذلك هم يحاولون إظهار عجزهم وفشلهم على الآخرين، وهم أشبه بالعقارب، فهم ينشرون سمومهم في كل بقعة يتواجدون فيها، هناك نماذج من الشخصيات السامة تكون متخصصة في زراعة الغل والأحقاد بين الآخرين من خلال النميمة المستمرة ومحاولة الإيقاع بين الأفراد واستغلال مواطن الضعف عند الآخرين لأجندة خاصة، وتكون في الأغلب بدافع الغيرة والحقد وعدم القدرة على ضبط جماح النفس الضعيفة التي ترتدي قناعا مزيفا طوال الوقت يظهر بوضوح عند الإساءة للآخرين بصورة بشعة.
والأدهى من ذلك أنه يتميز أصحاب الشخصية السامة بأسلوب جذاب ومبهر يستطيعون من خلاله إخفاء نوايا الشر وأمراض النفس.
وفي ظل كثرة معاناة الأشخاص من هذا الصنف البشري المؤذي بالتحديد يحتاج من يتعامل معهم أن يكون حذرا جدا بعدم السماح لهم بتعكير أجواء العمل على سبيل المثال أو محاولة هدم الصداقات، لذلك فإن الوعي والإدراك بأن هناك شخصيات سامة مضطربة وظيفتها إلحاق الضرر بالآخرين جدا مهم لمحاولة تفادي سمومهم قدر المستطاع.
كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية