العدد 5940
السبت 18 يناير 2025
“تصوير أمهات”
السبت 18 يناير 2025

لا يكاد يخلو لقاء أو تجمع عائلي يتضمن أجيالًا مختلفة من الأبناء إلا وكلمة “تصوير أمهات” تكون حاضرة وسط الحديث بقصد المزاح أحيانًا، وأحيانًا لإثبات هوية الجيل الحديث المختلفة في كل شيء حتى في التقاط الصور، خصوصا إذا كان الأبناء في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الشباب، حيث يكثر لديهم الجدل والنظرة الانتقادية لما يقوم به الأبوان، وبصفة خاصة ما تقوم به الأمهات، ومن الأمثلة الشائعة موضوع التصوير الذي يُعدُّ مُحببًا لدى الجميع حيث يتم تصوير ما له علاقة بأنشطة الحياة اليومية.
إن إطلاق حكم على التصوير بأنه يعكس رؤية الأمهات يوضح لنا رؤية الأجيال للأمهات من زاويتهم الخاصة التي قد تعني أحيانًا نظرة بها مشاعر المدح والشعور بالاعتزاز والتشجيع للأم لكي تستمر في التصوير وتوثق لحظات حياتها، وأحيانًا كثيرة تأخذ طابع السخرية والانتقاد لتوضيح أن هذه الصورة الملتقطة هي لجيل الأمهات فقط، فقد تظهر بتوجه قديم أو مضحك أو لا يناسب الحدث، ففي نهاية الأمر يريد الأبناء أن يُثبتوا حقيقة أنهم من جيل مختلف عن جيل الأمهات.
وهنا لابد أن نتذكر أن هناك تصادمًا واختلاف وجهات نظر بين الأجيال نفسهما وبين العالم الخارجي، وهناك صراع يظهر في دائرة التواصل بين الآباء والأبناء بصورة مستمرة بسبب التغيرات المجتمعية السريعة، ما يولّد تصادمًا اجتماعيًا وفكريًا وسلوكيًا، فتظهر الاختلافات واضحة في رؤية وتوجهات الأبناء لكل شيء من حولهم.
إن المفردات التي تتكرر باستمرار وتصبح شائعة كتعبير “تصوير أمهات” قد يعتبرها البعض لا تشكل أي معنى، لكن ظهور مثل هذه التعابير والمفردات والمصطلحات والتأكيد عليها واستخدامها ما هو إلا مؤشر لتعبير الأبناء عن هويتهم وذائقتهم وطابعهم الخاص المختلف عن الأمهات بلا شك.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .