تصف إحداهن حالتها التي تعيشها مؤخرا، فتقول إنها كثيرة التساؤلات حول ذاتها، تحاسب نفسها كثيرا على أي فعل قد تقوم به، ما إن تضع رأسها على الوسادة حتى تبدأ الأفكار تجر بعضها، تعاتب نفسها على الكلمات التي تصدر منها لزميلاتها ويأخذها التساؤل هل أخطأت في حق أحد؟ أو معقول أنني “زعلت أحد”، تصدر أحكاما على مشاعرها، حتى إذا قضت وقتا وهي مستمتعة تعاتب نفسها بعد ذلك، لديها نفس لوامة تجاوزت الحدود الطبيعية في حدوث تأنيب الضمير أحيانا أو عتاب الذات.
ويعد أصحاب النفس اللوامة من الأشخاص الذين يعانون كثيرا من كثرة التفكير والتدقيق ومحاسبة النفس، حيث يمكن تعريف النفس اللوامة بأنها “النفس المتيقظة التقية الخائفة المتوجسة التي تحاسب نفسها، وتتلفت حولها، وتتبين حقيقة هواها، وتحذر خداع ذاتها”، وممكن أن تتحول النفس التي تلوم نفسها إلى حالة مرضية مع مرور الوقت، لذا يجب الالتفات لهؤلاء الأشخاص الذين لا يستمتعون بسبب تأنيب الضمير المستمر، ويمكن أثناء العلاج النفسي أن تستخدم بعض التقنيات التي تحد من تضخم النفس اللوامة، كأن يتعلم الشخص كيف يتصالح مع ذاته ويتسامح معها ويخفف القسوة التي يلقيها على عاتق نفسه ويتوقف عن جلد الذات، كما أنه لابد أن يسلط الضوء على الأشياء والمواقف الجميلة والجيدة التي يعيشها، ويضع لنفسه أولوية ويحاول أن يتخطى الأحداث السلبية التي تشكل عائقا فكريا وتزيد هواجس النفس اللوامة.