تعتبر مرحلة الشباب من أجمل المراحل العمرية التي يعيش فيها الأفراد بطاقة مختلفة عن مرحلة الطفولة والمراهقة، وبفكر يفترض أن يتسم بالنضوج والقدرة على استبصار الحياة بصورة واقعية، حيث تأتي هذه المرحلة بالتحديد مع السعي لتحقيق الأهداف وصعود عتبات المستقبل الواعد.
هذه المرحلة تعتريها التحديات والمخاوف التي باتت تهدّد بعض الشباب وهم نتاج الجيل الحديث الذي لديه عالم مختلف لا يشبه العالم السابق ولا هو معيار للمقارنة مع الأجيال السابقة، هذا العالم المختلف هو نتاج العالم الإلكتروني الذي ساهم في تشكل شخصية الشاب العصري في هذا اليوم ولا يمكن الفرار من هذا التأثير، حيث أصبح للشاب أصدقاء افتراضيون وحياة افتراضية يعيش فيها منذ أن يصحو إلى أن ينام، خصوصًا أيام الإجازات، يمارس الأنشطة بصورة افتراضية من خلال اللعب والمحادثات والمسابقات، حتى أن تعبيره عن مشاعره يكون من خلال التواصل الافتراضي مع الآخرين، الأمر الذي ساهم في تشكل شخصية جامدة على أرض الواقع وحساسة في الفضاء الإلكتروني.
إن العالم الآخر الذي يعيشه بعض الشباب بصورة مبالغة ساهم في تغير الفكر وأثر على ديناميكية الشخصية، حتى أننا أحيانًا نتساءل هل بلغ هذا الشاب سن العشرين أم أنه لا يزال ابن الثالثة عشرة وذلك لافتقاره أبرز مقومات المهارات الاجتماعية التي قد تتمثل أقلها في تحمل المسؤولية. هم لهم عالم مختلف وعالم آخر ولكن الدور الذي يقع على المربين في هذا الزمن بالتحديد كبير جدًّا لأن لديهم مهمة إيجاد عالم متواز بين العالم الإلكتروني والعالم الحقيقي.
*كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية