العدد 5962
الأحد 09 فبراير 2025
ريفيرا الشرق الأوسط أم الشرق الأوسط الجديد
الأحد 09 فبراير 2025

لا تزال تصريحات ووعود وخطط الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الشغل الشاغل للعالم كله، ولا يزال الموضوع الرئيسي لكل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، وهناك دول أعلنت مواقف صريحة وواضحة وحاسمة تجاه ما أطلقه ترامب حول جملة قضايا، وهناك دول تنتظر وتمني نفسها أن يتراجع ترامب عن تلك الخطط التي أعلن عنها، خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
قضية احتلال غزة وطرد أهلها إلى أي مكان هو قرار عشوائي يمكن أن يحول المنطقة إلى دوامة عنف جديدة لا يعلم نهايتها أحد، ورفضتها الكثير من الدول ورفضها الرأي العام داخل الولايات المتحدة نفسها، ونتمنى أن يمارس المزيد من الضغوط الداخلية على ترامب حتى يتراجع نهائيا عن خططه تجاه غزة وأهلها. ووسط التكهنات الكثيرة والتفسيرات الكثيرة لما تطرحه إدارة ترامب، جاء موقف في غاية الأهمية في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة، هذا الموقف هو الموقف السعودي القوي الذي أثلج القلوب وأعطى الأمل لكثير ممن أصيبوا بالإحباط في هذه اللحظة التاريخية التي تنطوي على تهديد وجودي للمنطقة برمتها. الموقف السعودي من خطط وتصريحات ترامب سيسجله التاريخ، فعلى الرغم من أن هذا هو الموقف السعودي القديم والدائم من القضية الفلسطينية، إلا أنه كان من الضروري جدا بالنسبة لدولة بحجم المملكة العربية السعودية أن تقوم بالتأكيد على ذلك الموقف في هذه اللحظة التي بدا فيها الرئيس الأميركي وكأنه لا يرى أحدا وينظر إلى أرض فلسطين على أنها أرض بلا شعب. 
نحيي الموقف السعودي القديم الجديد الذي رفض أية علاقات مع إسرائيل إلا بحل الدولتين وإعادة كل الحقوق الفلسطينية، فهذا هو الموقف الذي يصنع التوازن ويجعل كل الأطراف تعيد حساباتها وتعيد صياغة تصريحاتها من جديد، سواء كانت هذه التصريحات حقيقية أم لها استخدامات أخرى.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية