يقترن اسم المدرب الفرنسي “الأستاذ” آرسين فينجر باكتشاف المواهب، وبتألق الفريق الإنجليزي آرسنال خلال حقبة زمنية طويلة (1997 - 2018) فرض فيها “المدفعجية” واقعا جديدا على غريمهم مانشستر يونايتد الذي كان يطبق خطة السير أليكس فيرغسون التدميرية لطموحات الأندية الإنجليزية، وكانت الفرق تتساقط أمام شراسة “الشياطين الحمر” كما تتساقط الأوراق في فصل الخريف!
ولا ريب في أن ارسين فينجر نجح بعبقرية مهندس فرنسي في ترميم الشروخ التي كانت تصدع جدران قلعة أرسنال، وأعتمد نهجاً جديداً في النادي اللندني قاده بعد ذلك المجد المنشود والوقوف كقلعة اسكوتلندية أمام نهم المان يونايتد. ويتمتع الأستاذ الفرنسي بعين صقر ومخالب حادة لا تخطئ عندما تنقض على موهبة كروية غضة، قبل أن تخطفها مخالب الشهرة والبروز. كان يقتنص الفرص ويصطاد “النجوم” قبل أن يشتعل الضوء في داخلها وتصبح لافتة للأندية “الدفيعة”!
إنه آرسين فينجر، الاسم الكبير في عالم كرة القدم، المتواجد بيننا في مملكة البحرين، للمشاركة في حفل افتتاح اكاديمية عبدالله بن خالد لكرة القدم، والتي تم إنشاؤها بإشراف من الاتحاد الدولي (الفيفا) ضمن مشروع واعد لتطوير الكرة البحرينية، والباعث على التفاؤل والاهتمام أن “الأستاذ” الفرنسي سيكون مسؤولا عن هذا المشروع بوصفه يشغل منصب رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية، وهذه الاكاديمية الواعدة تندرج تحت مسؤولية هذا القسم المهم ضمن أروقة ودهاليز إمبراطورية كرة القدم!
علما أن اكاديمية عبدالله بن خالد جاءت بناء على توصية خبراء ومختصين من “الفيفا” درسوا واقع الكرة البحرينية لمدة سنتين، وكان رأيهم أنه من الضروري انشاء أكاديمية متخصصة لرعاية لاعبي منتخبات الفئات العمرية تحت إشراف مدربين محترفين، وإدخالهم في برامج لتعزيز قدراتهم الفنية والبدنية، وتأهيلهم بشكل احترافي لرفع مستوياتهم التنافسية بما يتناسب مع تطلعات وآمال مملكة البحرين العاشقة والمحبة لكرة القدم.
ختاما، أتوقع أن تترك اكاديمية عبدالله بن خالد بصمة على منتخبات كرة القدم البحرينية في القريب العاجل، لأنني مدرك تماما كم يحظى هذا المشروع باهتمام من قبل سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وسموه يرعى حفل افتتاح الأكاديمية اليوم تأكيدا على دعم ومساندة جهود اتحاد الكرة الرامية إلى التقدم والتطور في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ونحن بدورنا نتمنى أن تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق.