تتداعى مملكة البحرين بكاملها خلف المنتخب الوطني لكرة القدم مؤازرة ومشجعة، لترسم مشهدا تعجز الكلمات عن وصفه، وتتماهى ابتسامة الفخر مع الاستحقاق البحريني الذي فرض إيقاعه على جميع المنتخبات المشاركة، وخلط الأوراق في بطولة كأس الخليج التي نتعرف الليلة على عريسها، البحريني أم العماني؟!
قبل انطلاق البطولة كان يأخذني شعور بإمكانية أن يتوج منتخبنا الوطني بطلا لـ “خليجي 26”؛ لوجهة نظر منطقية، تتمثل في أن هذا الفريق هو ذاته من يحمل على أكتافه طموحات البحرين للوصول إلى مونديال كأس العالم 2026، ولست أدري هل من المصادفة أن يتواءم الرقم 26 في كأس الخليج وكأس العالم؟!
أنا من النوع الذي يتبع الإشارات، وإشارة من هذا النوع لن تفوتني بكل تأكيد، لكنها متبوعة بقراءة فنية واقعية أجدها سبب ارتفاع مستوى منتخبنا الوطني في دورة كأس الخليج، حيث إنه قادم للتو من رتم تنافسي رفيع في التصفيات المؤهلة للمونديال، وخاض مواجهات كبرى أمام أستراليا واليابان والسعودية وماليزيا.
ويبدو أن المدرب الكرواتي دراغان يعرف تماما كيف يستفيد من الظروف والإمكانات المتوافرة ويوظفها بشكل صحيح، ونتمنى أن يوفق في مباراة اليوم أمام عمان؛ لأنها ستكون مواجهة مختلفة كليا عن سابقاتها، فهي تجمع فريقين يتشابهان من الناحية الفنية والنفسية، وكان عبورهما لهذا الدور بسيناريو متطابق، البحرين أمام الكويت ناقص العدد وعمان كذلك أمام السعودية!
ختاما، كشف اختبار نصف النهائي عن الروح المعنوية العالية والقتالية الموجودة لدى الفريقين، إلى جانب المهارة والفنيات والتنظيم، لذلك أنا أؤكد أن المنتخب الأكثر هدوءا سيكون الأكثر قربا من الكأس؛ لأنه سيحافظ على انفعالاته في مواجهة لا يمكن التنبؤ بأحداثها.. لكننا متفائلون كثيرا في أن تستكمل رحلة “هاتووه” بنجاح منقطع النظير!