نقشت مملكة البحرين أسمها بحروف من ذهب على جدارية الشرف التاريخية بدورة كأس الخليج العربي، البطولة الغالية على قلوب قادة وشعوب المنطقة، التي تحظى بزخم إعلامي وشحن عاطفي كبير، يشعر به دون شك كل من تحتضنه شواطئ “خليجنا الواحد، المتحد”، الذي قدم صورة مشرقة من “وطن النهار” مضيف التجمع الكروي الدافئ المتمثل في “خليجي 26”.
ولست أذيع سرا ونحن نحتفل بصخب “اللقب الثاني”، عندما أقول إن البحرينيين يشعرون منذ القدم بانتماء كأس الخليج لهم؛ كون البحرين صاحبة الفكرة ومضيفة النسخة الأولى في العام 1970، ولكنها لم تقبض على الغالي النفيس إلا في العام 2019، وتخيلوا بعد سنوات الانتظار الطويلة يذهب هذا الكأس من موطنه ولا يعود؟!
لذلك كان الشعار الذي غادرت به بعثة منتخب البحرين إلى دولة الكويت بمثابة المهمة الواضحة والمحددة “هاتووه”، أي الكأس الذي خرج من المنامة ليذهب إلى البصرة ويبقى في خزائن الاتحاد العراقي بطل “خليجي 25”، وبدت ملامح الجهوزية والإصرار واضحة على أداء منتخبنا، بعد فوزه على السعودية والعراق والكويت وأخيرا عمان، التي توجت باللقب للمرة الثانية في تاريخها في الكويت بالعام 2017 وكانت هي سبب خروج منتخبنا من الدور نصف النهائي!
تدور الأيام، ويتجدد اللقاء على أرض الكويت الحبيبة، ولكن في المباراة النهائية، ويا له من فوز مثير، قلب فيه الأحمر الطاولة على نظيره العماني الذي كان متقدما بالنتيجة في الشوط الأول بهدف نظيف، ليجد نفسه في الدقيقة 74 متعادلا وبعدها بـ 5 دقائق وجد نفسه متأخرا، وغير قادر على التوازن، أمام “الإعصار البحريني” الذي قاده بأداء خرافي النجم محمد مرهون.
وفي ختام أمسية تاريخية من هذا النوع، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، ملك مملكة البحرين، على هذا الإنجاز الكروي الرائع، الذي جاء ترجمة لدعم ومساندة العاهل ورعايته المستمرة لأبنائه الرياضيين، ولسمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على متابعته الحثيثة للمنتخب الوطني، وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة القائد المحفز للاعبين، وإلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية المشجع والمؤازر للفريق، وإلى رئيس وأعضاء الاتحاد البحريني لكرة القدم ولاعبي المنتخب أبطال “خليجي 26” وإلى الشعب البحريني وجماهير المنتخب الوفية.. نبارك لنا جميعا هذا الإنجاز، و “هارد لك” لأشقائنا العمانيين، كنتم رائعين ولكننا الأروع!