إن التوعية المجتمعية تعد من أهم الأدوات التي تسهم في بناء وازدهار المجتمع، ومن أهم عناصر تقوية الجبهة الداخلية، إذ تساعد بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية الوحدة الوطنية، كما أن لها الكثير من عناصر القوة في مواجهة أي نوع من أنواع التحديات التي تواجه المجتمع. ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع المهم الذي يشكل درعًا أساسيًّا في استقرار وقوة وتماسك وتقدم المجتمع، هو حضوري وبدعوة كريمة من معهد البحرين للتنمية السياسية وبالتعاون مع اتحاد الصحفيين الخليجيين، ندوة نقاشية تحت عنوان “دور الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في تشكيل الوعي السياسي”، بمشاركة خيرة الشخصيات الإعلامية من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
كان واضحًا من المتحدثين في الندوة أنهم يؤكدون أهمية تعزيز بث التوعية المجتمعية بمختلف أساليبها المتاحة بشكلها الواضح والصحيح، حيث إن هذا المفهوم يُعد شكلًا من أشكال مسؤولية جميع الأفراد تجاه المجتمع، ولا ينحصر ذلك في مجموعة أو مؤسسة أو جهة معينة، بل يجب أن يكون من القواعد الأساسية والمهمة في ترابط المجتمع. وعند الرجوع إلى عنوان الندوة فإننا سنرى أن الإعلام بكل أشكاله ومنصاته وأدواته يقع في قلب العوامل المؤثرة في نشر الوعي المجتمعي، وهنا يجب القول إن العاملين على صناعة المحتويات باختلاف مواضيعها وأشكالها، يجب عليهم تعزيز النماذج الإيجابية داخل المجتمع من أجل تقوية الترابط والتعاون المجتمعي، كما يجب على الجميع مساندة الجهود الكبيرة التي تقوم بها القطاعات الحكومية المختلفة في هذا الشأن.

الوعي المجتمعي مطلوب تعزيزه وبقوة على مستوى البلد وأفراد المجتمع في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، فالوعي يشكّل الأرضية الصلبة والقاعدة الأساسية والأمن والأمان والاستقرار، فأتمنى أن تزداد مثل هذه الندوات المفيدة في هذا الشأن أو في مواضيع مختلفة، فكلها في نهاية المطاف تصب في مصلحة الوطن.
في الختام، نشكر جميع المسؤولين الذين حضروا هذه الندوة، والشكر موصول إلى جميع من يعمل بمعهد البحرين للتنمية السياسية والقائمين على اتحاد الصحفيين الخليجيين وكل المنظمين لهذه الفعالية المهمة.

كاتب بحريني