أبهرني ذلك الالتفاف المهيب حول حضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم، والوطن كله يحتفي بمرور ٢٥ عاما على تقلد جلالته مقاليد الحكم للبلاد. أبهرني ذلك اليوبيل، وتلك الكوكبة التي دفعها حب كبير لقائد كبير، وهي متمنية له طول العمر وكل توفيق في قيادة مملكتنا الحبيبة البحرين. أبهرني بل أدهشني ذلك الإيمان الراسخ، بأن يحافظ الجميع على المكتسبات في عصره الزاهر، وتلك التي تحققت بعزيمة العارفين وإرادة الواثقين، وثقة المؤمنين بأن هذا الوطن ما كان له أن يأمن إلا تحت قيادته الحكيمة، وما كان له أن ينام قرير العين، هادئ النفس، ثابت الخطى، إلا إذا كان على رأس سلطتنا الوطنية قائد ملهم وحكومة أمينة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظهما الله ورعاهما، وإلا إذا كان هناك شعب يدرك حجم التحديات المحدقة بالمنطقة، والمخاطر التي تتعرض لها من كل الطامعين، وكل المتربصين بأمننا وتاريخنا وحياتنا الزاهرة بأي مقياس تنموي، وأي معيار حضاري.
إن اليوبيل الفضي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ورعاه، إنما يعني مبايعة من الشعب لمليكه، ومن الهيئات والمؤسسات ومرافق الحياة والمجتمع المدني لمؤسس مملكة البحرين الحديثة، واعترافا وعرفانا من الأمة كلها بأن مليكنا المفدى قد استطاع في فترة وجيزة أن يكتب تاريخا جديدا للبحرين، وأن يساهم في تأكيد مكانة البحرين الدولية بين الأمم، مثبتا تلك الحقيقة الدامغة بأننا بلاد العلم والنور، وأننا مهد الحضارات ومشاريع النهضة عبر التاريخ، هو ما كان لجلالته ذلك الاحتفاء بنا ونحن نلقي بالسلام على ملك المحبة والتسامح والسلام.
ولبهاء الطالع كنت من بين المهنئين لجلالته بهذه المناسبة السعيدة، وأحد الذين حظوا بالحفاوة التي استقبلنا بها مليكنا المعظم، خاصة عندما توقف أمامي أثناء المصافحة مشيدا بحفل الجامعة السنوي الكبير الذي قمنا على إثره بتخريج لفيف من شبابنا الواعد من طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، مهنئا إيانا ومبديا جلالته سعادته بهذا الحفل، متمنيا لجامعتنا كل توفيق وإنجاز، هو بالتالي يؤكد مدى اهتمام الدولة بالتعليم، ومستوى المتابعة السامية من أعلى هرم قيادي حتى بقية المنظومة الإدارية في البلاد، هو كذلك ما يعبر عن حرص القيادة على ضرورة أن يكون لدينا تعليم راق، وعلم يضاهي بلدان التنوير العظيمة، ذلك ما سوف يجعلنا بعون الله تعالى في طليعة الأمم التي تساهم في إنتاج الحضارة ولا تنتظر من الآخرين لكي يصدروها لنا حتى نستهلكها فقط، إنه يوم لا ينسى، يوبيل فضي لحضرة مليكنا المعظم وأعياد وطنية مجيدة تؤكد حرصنا على الالتفاف حول قائدنا، وكل عام وبحريننا الحبيبة بألف خير.