في الأسبوع الماضي فقدت البحرين أحد أبنائها المخلصين، والذي يملك نقاء النفس وطهارة القلب وبشاشة الحضور، رحل الأخ والصديق الوفي الدكتور يوسف محمد إسماعيل عن هذه الأرض، وفارق أهله وأحبته وأصدقاءه الذين يكنون له كل المحبة والاحترام والمكانة العالية في نفوسهم. رحل الدكتور يوسف الرجل المحب لكامل تراب الوطن، والمحب لكل من رافقه وصاحبه وعاشره وخالطه، رحل الدكتور يوسف الذي تحدث عن الوطن بكل حب ووفاء، والوطن تحدث عنه بكل حب ووفاء، وعن مواقفه وأعماله وتاريخه الكبير، رحل الدكتور يوسف الذي ترك بصمة واضحة في ميادين مختلفة، منها الإعلام والفن والتعليم والقيادة والكثير الكثير من الأعمال الوطنية المتميزة.
عمل هذا الإنسان الخلوق بكل إخلاص ووفاء وحب من أجل البلد ورفعة اسم هذا الوطن العزيز في الكثير من المجالات، وهو من الذين ساهموا في تطوير المجال الإعلامي من خلال عمله في وزارة الإعلام، كما ساهم في عملية التطوير في المجال الأكاديمي، كما حاضر في الجامعة الخليجية، وكان أيضاً يحاضر في معهد الإدارة العامة، وكانت له نشاطات اجتماعية كثيرة في المجال الإعلامي، حيث ساهمت هذه الأعمال في التعرف على الموروث البحريني والفن البحريني والشخصيات البحرينية. الدكتور يوسف عندما يتحدث مع الآخرين فإنه يتحدث بكل حب ولطف ولباقة واحترام ورقي ورفعة، فهذا الشخص العزيز رحمه الله وقف على مسافة واحدة مع الجميع بكل تواضع واحترام واتزان، فكانت له الكثير من الإنجازات والنجاحات على المستوى الإعلامي والفني وغيرها من المجالات، شخص يسكن في قلوبنا وقلوب من يعرفونه لأنه فعلاً رجل مختلف.
وهنا أتذكر واحدة من محطاته الجميلة التي جمعتني معه في الجامعة الخليجية في المجلس الاستشاري للجامعة، فقد كان رحمه الله غزير الفكر وسريع البديهة ويجمع بين الحكمة والشخصية والإبداع، كما كان رحمه الله كريما معنا ومع الجميع في كلامه وأفعاله وتعامله وابتسامته وشخصيته وكل جوانب حياته.
أخيراً نسأل الله أن يسكنه فسيج جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.