العدد 5885
الأحد 24 نوفمبر 2024
المعلم أولًا
الأحد 24 نوفمبر 2024

كانت ليلة يحتضن فيها المجتمع معلمًا بارًا من أبناء البحرين، وكانت تلك الليلة التي تقدم صفوف المدعوين فيها وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة، تؤكد مدى وعي المواطن بأهمية المعلم ودوره في تشكيل وبناء الوعي النوعي للأمة، وقيادة ذهنية المجتمع نحو التنوير والتمكين وتأكيد حقيقة التراث، وتثوير رتابة الأفكار وتكرارها، هي الدعوة الكريمة التي تلقيناها كرجال تعليم وأكاديميين من مجلس إدارة نادي باربار الرياضي، بمناسبة تكريم المربي الفاضل الأستاذ إبراهيم خليل الجمري على ما قدمه من أجل تربية النشء في قرية باربار وتعليمهم من أجل أن يشبوا ويشيبوا على أن العلم هو مصدر إلهام الأمم، وأن التعليم هو دفته الواثقة نحو بناء الحضارة وتطوير المجتمعات وتحقيق التقدم ومجاراته وإعادة إنتاجه لتصبح بلادنا أزهى وأبهى، وحياتنا أجمل وأرقى.
عندما بادرنا أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: “قف للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا”، كان ذلك في مطلع القرن العشرين أي قبل نحو قرن من الزمان، هو ما كان يبشر به شعراء النهضة آنذاك، وهو ما نحاول ترجمته اليوم ومعايشة إصحاحاته على أرض الخلود، هو ما يجعل الوزير القدير سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة ليكون في مقدمة الحاضرين لحفل نادي باربار من أجل تكريم المعلم الفاضل الذي ساهم في تخريج أجيال وأجيال وهم يمتلكون سلاح العلم والمعرفة ومعول البناء والرخاء والازدهار لبلادنا الحبيبة وتحقيق طموحات بنيها في مملكة مستقرة صنوانها العلم وعمودها الفقري الإيمان به.
هكذا ندرك جميعًا أن تكريم الأستاذ الفاضل إبراهيم الجمري لم يكن سوى محاولة أولى لإعادة المكانة للمعلم، تلك المكانة التي ما زالت تعاني من ضعف الاهتمام ومن غياب الالتزام بتوضيح دوره في المجتمع، ورسالته التي يقوم بها من أجل تنويره، بل وإعادة مملكتنا الغالية إلى دورها الطليعي الطبيعي كمركز للإشعاع والتعليم الأكاديمي الراقي، هو ما يترجمه بل ويؤكده ذلك الدور الذي تلعبه الحكومة الموقرة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، والحكومة الفتية ووزارتها المخلصة المختصة برعاية التربية والتعليم ووضع المعلم في المكانة التي يستحقها، خاصة أننا في تلك الليلة شاهدنا كم هو اهتمام الدولة بقيادتها الحكيمة بإعادة الروح للمعلم، وإعادة العقل النوعي لوضعه المطلوب في المجتمع، وترجمة كل ذلك بمشاركة سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وفقه الله في مساعدة المنظومة كلها لتحقيق المأمول منها، والمطلوب من منظومتها المتكاملة، ومشاركة المجتمع المدني ومؤسساته بل وتشجيعها على أن تكون خطوة نادي باربار الرياضي هي أول الغيث، وليست نهاية المطاف.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية