ليس جديدا أن نعترف، أن نؤكد، فحقائق التاريخ لا تكذب أبدا، ووحدة المصير لا تخطئ وجهتها ولا تتجمل، إنها العلاقات السعودية البحرينية، أواصر ووشائج القربي بين الدولتين العريقتين والشعبين الشقيقين، على مدى الأيام كانت وستظل المملكة العربية السعودية هي العمق العربي الإسلامي الاستراتيجي، ليس لمملكة البحرين فحسب، إنما بالنسبة للمنطقة بأسرها، هي الأفق الذي تستمد منه المنطقة نورها الذي وهبه الإسلام لنا، وهي الجغرافيا والامتداد التاريخي لآبائنا وأجدادنا، لأحلامنا وآمالنا، لقضايانا المحورية، وتلك التي طالما أثرت في ثقافتنا شعرا وأدبا، وأحداثا جساما، حيث اكتسبت الزيارة الأخيرة التي قام بها سمو وزير داخلية المملكة العربية السعودية الشقيقة للبحرين، تلك الأهمية التي عكست سنوات من التنسيق الأمني وترجمت العديد من الرسائل التي باتت على أعلى درجة من الأهمية في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني التي تشهدها المنطقة باسرها بفعل حربي غزة ولبنان، وفي ضوء حالة الاستقطاب الإقليمي التي شغلت الرأي العام العالمي خلال الآونة الأخيرة، هو ما كان يتطلب بل ويفرض ضرورة أن يكون التنسيق بين الأشقاء على أعلى درجاته لتكون أجهزتنا الأمنية السعودية والبحرينية لمواجهة أي طارئ عاجل لا سمح الله، وذلك بالجاهزية والاستعداد الذي يتم من خلالهما حفظ الأمن والاستقرار، وضمان توفيره للدولتين والشعبين الشقيقين.
إن المملكتين الشقيقة الكبرى السعودية والبحرين بموقعها الاستراتيجي كهمزة وصل ذهبية بين مختلف الأطراف قد فرض العديد من التحركات التي سوف تصب في تعزيز الجبهة الداخلية، لمواجهة أي طارئ لا سمح الله، ضمانا لاستقرار أمة وأمان شعب. حفظ الله البحرين، حفظ الله السعودية، حفظ الله أمتنا.