العدد 5844
الإثنين 14 أكتوبر 2024
التعليم والاقتصاد ومستقبل التنمية
الإثنين 14 أكتوبر 2024

الآن.. والآن فقط يمكن أن أتحدث عن التعليم بوصفه رافعة عامة من روافع التنمية، الآن وقد اكتملت منظومة التعليم من جامعات مرموقة، مصنفة إقليميا وعالميا، وجهات إشرافية قديرة من وزارة تربية وتعليم، ومجلس تعليم عالٍ وهيئة ضمان جودة، يمكنني أن أتحدث بقلب وعقل مفتوحين عن إمكانية إعادة الدور الطليعي الطبيعي لمملكة البحرين، لكي تصبح مركزا للإشعاع والتنوير، ومنطلقا متقدما للبحث العلمي والابتكار المعرفي.
ويمكنني أن أتحدث بقلب وعقل مفتوحين عن إمكانية أن تصبح مملكة البحرين الحبيبة وازعا مشجعا ومحفزا للعالم بأن يأتي إلينا لتلقي العلوم والفنون والآداب، وأيضا العلاج، لتصبح بلادنا بحق مملكة الخدمات الممتازة التي تساهم في إزكاء معاول التنمية المستدامة، وتنويع التنويع لاقتصاد معرفي قائم على التنوير والتعليم والصحة المتقدمة والعلاج الفائق والسياحة.
جميعها.. جميعها أساسها تعليم جيد يخرج لنا طبيبا جيدا ومهنيا فارقا ومهندسا وأديبا مبدعا ومبرمجا ماهرا. جميعها.. جميعها سوف تحقق لنا ولاقتصادنا نماء مستداما، وتنمية تعتمد التراكم التاريخي سندا وظهيرا وحافزا لاستلهام العبر والدروس، هو في ذاته ذلك التكامل بين ماضي المستقبل، ومستقبل الماضي، عندما يتحالف الإرث العظيم مع الفكر المحدث المستنير، بالتحديد عندما نعود إلى قرن من الزمان ويزيد إلى الوراء، لا أن نترك ظهورنا في العراء، بل نزيدها منعة بالعلوم الحديثة والقدرة على الابتكار، وإدخال مناهج البحث ضمن صميم دراساتنا وبرامجنا الأكاديمية، حتى نخرج علماء وأدباء على أعلى مستوى.
واليوم نرى فتاة مبدعة من كوريا الجنوبية وهي تحصد جائزة نوبل في الآداب، وسط احتفاء دولي وسخط عربي، بأننا بعد نجيب محفوظ لم نلمس هذه الجائزة ولم تقترب منا رغم ترشيح الشاعر السوري أدونيس لها أكثر من مرة، ورغم ترشيح عدد من الراحلين العظام لها قبل رحيلهم أيضا أكثر من مرة، أمثال الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والقصاص المصري دكتور يوسف إدريس، وغيرهم من الذين أثروا حياتنا علما وأدبا وملؤوها نورا وحياة، كعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله، وغيره الكثير من أدبائنا.
لكن ماذا نقول؟ إن فرصتنا لم تضع بعد، وإنها مازالت مؤاتية لتخرج فرقا وأفواجا من المبدعين العالميين، يمكن أن تكون مساهماتهم في إنماء بلادهم واضحة ومحددة، وهو ما ليس علينا بكثير.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية