يصادف اليوم 11 نوفمبر الذكرى الرابعة لوفاة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه ، الأمير الذي مازال اسمه ومآثره العظيمة تضيء لنا الطريق وتنفع الوطن والإنسانية. كان طيب الله ثراه صاحب بلاغة عميقة وذكاء حاد ومنطق أخّاذ، وقد تعلمت منه الكثير في مشواري الصحافي الممتد لـ 29 عاما، كما تعلم غيري من الزملاء في الصحافة. وعندما كنا نحضر مجلسه الأسبوعي، رحمه الله، كان يطيل الحديث معنا ككتاب رأي وصحافة، خصوصا في مختلف القضايا التي تهم المواطن، فقد وهب وقته وحياته طيب الله ثراه لخدمة المواطن الذي له قيمة كبيرة في قلبه، وفي المراتب الأولى من جدوله اليومي. وكانت حياته كلها عمل متواصل من أجل الوطن والمواطن، وما زلت أحفظ جملته التي تتردد في وديان الخلود بعبيرها الخلّاق وهي “لقد قدمت بلادي على صحتي”، ومقولته الخالدة الثانية “أنا واحد منكم وخدمت بما يمليه علي واجبي”، وغيرها الكثير من المقولات المتوهجة واللامعة كالياقوت والجواهر.

وبين حين وآخر أعود إلى مفكراتي الكثيرة – حوالي 53 مفكرة – التي دونت فيها أحاديث سموه طيب الله ثراه في مجلسه الأسبوعي، وأجد فيها رصيدا كبيرا من الحكم والمواعظ والقراءة المستقبلية للمنطقة، والتي تحتاج أن تؤلف لها كتب وأبحاث، وكل ما تم تسجيله في تلك المفكرات يدل على حكمته ومنظار الرؤية الثاقبة، وهي ميزة تفرّد بها طيب الله ثراه، وسلاح الاستنارة والفاعلية الذي يسهم بصورة واضحة في تشكيل النهج السليم للتطور وتعزيز مسارات البناء خدمة لكل الأجيال والإنسانية جمعاء.