هناك زحمة أسئلة في سؤال واحد ليت الجهات المعنية ترد علينا بكل تفصيلات الحياة لتجعل الصورة واضحة أمامنا، والسؤال - ويقال إن المجلس بالمحرق اعتاد عليه منذ زمن بعيد - متى ستحل أزمة مواقف السيارات بسوق المحرق؟
إذا كانت الحياة بمثابة السفر الطويل، فإن الذهاب إلى سوق المحرق بالمثل، رحلة طويلة عريضة من المعاناة في البحث عن موقف لسيارتك، حيث تجد نفسك في دوامة من العزلة وأنت تراقب حشدا من الناس يلفون بسياراتهم في كل الجهات الأربع بحثا عن موقف. ولتوضيح المشهد وضخامة المهمة – مهمة البحث عن موقف – مشيت بالسيارة من مركز الشرطة ووصلت لغاية نادي الحالة وكان بحثي عن موقف لسيارتي الصغيرة جدا أشبه بخوضي حربا طويلة، وعندما تحملت المتاعب والتوترات، رجعت من نادي الحالة إلى الشارع المؤدي إلى السوق من ناحية البنوك وأيضا استمر الجرح في جسد الواقع المتشابك والمعقد.
25 دقيقة كنت فيها مثل البطل المنهزم في بحثي عن موقف لسيارتي، وأخيرا رضيت بالأمر الواقع وعدت إلى منزلنا بمدينة عيسى وفي عقلي أسئلة تجعل المرء يغضب ويثور.. إلى متى سيستمر وضع سوق المحرق على هذه الحالة والمعارك المستميتة التي يدخل فيها مرتادو السوق يوميا بحثا عن المواقف. الصحافة تحدثت عن المشكلة كثيرا وأجرت لقاءات مع المواطنين ومرتادي السوق ولا يكاد يمر أسبوع واحد إلا ونجد المشكلة تطرح بشكل متفاقم ومكرر، سواء من مجلس المحرق البلدي أو الجهات المعنية الأخرى كالأشغال، وكأن هناك خجلا معينا من الاعتراف بحجم المشكلة التي أصبحت تسحب النفس من الجسد، وتحولت إلى متاعب يومية يعيشها المواطن.