من يتصور أن العنصرية في الولايات المتحدة الأميركية انتهت، فهو في خطأ كبير، فالعنصرية ستظل موجودة في ولاية كل رئيس أميركي، جمهوريًّا أكان أم ديمقراطيًّا.

هذا ما لخّصه أحد الخبراء المعارضين للعادات القديمة ومجمل مناخ الانتخابات الأميركية التي تبدأ اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر بكل شعاراتها ومشاريعها المتنوعة التي تثير البلبلة، وبالرغم من الدعاية التي يطلقها الرئيس الأميركي الفائز بأنه سيعمل كذا، وسينهي كذا، إلا مسألة العنصرية تبقى المأساة المشتركة والدائمة عند كل الرؤساء.

وقد بدأت الجهود الدولية لمكافحة التفرقة العنصرية إثر إصدار الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، حيث نصّ الإعلان بلغة قوية على وجوب محو التفرقة العنصرية، مؤكدًا في مادته الأولى أن الناس إنما يولدون جميعًا أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق. ثم استخلص في مادته الثانية الحق المترتب على هذه المساواة الطبيعية، ألا وهو حق كل فرد في أن يستمتع بجميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الإعلان دون تفرقة أو تمييز، كالتمييز بسبب السلالة أو اللون أو الجنس أو الثروة أو النسب أو غير ذلك من الأوضاع، كما حرمت الفقرة الثانية من نفس المادة التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد الذي ينتمي إليه الإنسان، وغيرها من الفقرات التي يتجاهلها الرؤساء الأميركان على الطريقة الفيتنامية.

 ثقافة انعتاق الإنسان الملون والمهمش في الولايات المتحدة الأميركية ستبقى موجودة حتى يتحقق الانعتاق، لكنها ثقافة تخريبية كما يراها البيت الأبيض والطبقات التي تسيطر على أميركا من جميع الجهات، وسواء فاز ترامب أو كاملا هاريس فستبقى العنصرية في أميركا نوعًا من الجمال الموضوع تحت الحراسة المشددة.