جاءت التوجيهات الملكية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والواردة في الخطاب السامي في دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس، والتي تضمّنت تنفيذ دراسة متكاملة لقياس مدى الجاهزية في تأصيل الهوية البحرينية، لتؤكد بصيرة الوالد بما يتوجّب أن يحيط به أبناءه من توجيه ورعاية واهتمام، بما يعكس عمق الأهداف النبيلة التي يركّز عليها المشروع الإصلاحي، والذي يشهد مسيرة تبصيرية مستمرة، إذ جاءت توجيهات جلالة الملك المعظم مؤكدة أهمية دراسة ضبط التوازن بين متطلبات الانفتاح والتجديد وبين اشتراطات حماية الأمن الوطني.
وقد انطلقت بشائر التنفيذ الفعلي بدعم من الحكومة الموقرة عندما تم الإعلان عن تنظيم مؤتمر وطني لتأصيل الهوية البحرينية من قبل الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ورئيس لجنة المتابعة الوزارية للخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة “بحريننا”. ونتطلع من خلال ما ورد في التصريحات الأخيرة أن يكون المؤتمر انطلاقة سنوية متجددة تركز على أبرز القضايا ذات الشأن التأصيلي للهوية البحرينية، وبما يساهم في التأكيد على القيم الوطنية والمواطنة الصالحة، ويكون باكورة لإطلاق مبادرات تعزيز المشاركة المجتمعية بين فئات المجتمع البحريني لإبراز التاريخ والحضارة والهوية الوطنية في ظل ما نشهده من ثورة رقمية متجددة. ومن التأصيل الوطني محليًّا، إلى السلام الدولي عالميًّا، ليكون مليكنا المعظم صاحب النظرة الشمولية التي تبرز فكرًا ملكيًّا متقدمًا، ونهجًا حضاريًّا ساميًّا، وذلك من خلال دعوته لعقد مؤتمر السلام الذي لاقى إشادات عالمية، نظرًا لحاجة العالم أجمع إلى لملمة الشمل ووقف العدوان والحروب. نحن على موعد مع حدثين في غاية الأهمية، نتطلع من خلالهما إلى مساهمة الأقلام والكتاب والباحثين للمساهمة في ترسيخ القيم الوطنية ودعم السلام في العالم، فبوركت جهود مليكنا المعظم.