كنت متابعة دقيقة لمراسم وصول سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، إلى مقر مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الأسبوع الماضي، الذي شهد وقائع قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي الخاصة بتعزيز السلام والوحدة العالمية في ظل ما يشهده العالم من أوضاع راهنة.
وأكثر ما يعجبني من الدروس التي تقدمها تلك المحافل مستوى الطموح واستقامة الرؤى والتوجهات، التي جاءت منسجمة في مضامين الكلمة السامية التي ألقاها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نيابة عن جلالة الملك المعظم، والتي تضمنت في انطلاقتها مضمونا ترتكز عليه الكثير من القيم والمبادئ التي تستند إلى تنظيم أسس التعاون المشترك والوحدة الدولية والتقارب الأممي لتحقيق التطلعات المشتركة نحو نشر السلام والاستقرار والازدهار العالمي. وأكثر ما استوقفني في تلك اللحظات هو مستوى السمو فيما سطرته دعوته الكريمة، انتهاجا لخطوات جلالة الملك المعظم في عملية نشر السلام والمحبة والإخاء، إذ أكدت كلمة سموه الحاجة إلى القضاء على العدوان والسعي نحو تحقيق السلام العادل والدائم، وضرورة إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة بإنهاء الحرب ودواعيها التي باتت تبعاتها تؤثر في الساحة العربية والإسلامية بشكل منقطع النظير، وقد أكدت كلمة سموه مدى الحاجة إلى وقفة الجميع من أجل الإصلاح الشامل بدءًا من الأمم المتحدة والمنظمات التابعة، ونقلت الحاجة إلى مشاركة الجميع في مبادرة الدعوة لعقد مؤتمر بشأن السلام في الشرق الأوسط، بهدف تعزيز الرؤى والتوجهات العالمية نحو تسريع العمل في جهود نشر السلام العادل في العالم.
هذا ومن المنطلق العام، تسجل هذه الكلمة عمقا حقيقيا وإدراكا واعيا بعيد المدى لأهمية الحفاظ على متانة العلاقات الدولية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الاتحاد الأوروبي، على مستوى التطور في العلاقات التجارية، التي باتت تحقق مزيدا من الإنجازات بما يؤكد مستوى العمل الجاد والدؤوب نحو استدامة التنمية والرخاء في مختلف دول العالم.
كاتبة وأكاديمية بحرينية
* كاتبة وأكاديمية بحرينية