إن معاينة دقيقة للتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الساحة العربية والعالمية، تشير إلى أهمية الدعوة لتكاتف الجهود وترتيب الأوضاع على الفور وتصليح كل المواقف السلبية والخاطئة بدل هذا الحصاد السلبي المر الذي يعيشه العالم. وقد عكست الكلمة التي ألقاها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه في أعمال القمة الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي المنعقدة في بروكسل بمملكة بلجيكا، بمشاركة عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، منهجية وخصوصية في التحليل تتيح للمجتمع الدولي معرفة الطريق والرؤية التي تقود إلى تفادي الأزمات المتفاقمة والثغرات الأساسية في جميع المؤسسات العالمية، واتباع السبل اللازمة لتحقيق أمن وأمان الشعوب وتحقيق أفضل أشكال التعاون بهدف خير البشرية.
سموه حفظه الله ورعاه أشار في كلمته بكل وضوح إلى التغيرات التي طرأت على خارطة العالم والمهمات الصعبة التي ينبغي أن تضطلع بها الدول عبر التفحص التام لطبيعة المشكلة بالغة التعقيد والتشابك، وأعطى المخطط الشامل والمدروس لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة التي تكفل الأمن والاستقرار والازدهار. يقول سموه حفظه الله ورعاه: “تمثل هذه القمة محطة تاريخية في علاقاتنا، فهي ليست مجرد اجتماع بين الدول، بل تقارب في تطلعاتنا المشتركة نحو الاستقرار والسلام والازدهار العالمي. نجتمع اليوم، في لحظة مفصلية في تاريخنا، حيث نجد أن أهدافنا وقيمنا المشتركة تواجه تحديات كبيرة. لقد حدثت تحولات جذرية في النظام الجيوسياسي ونتيجة لذلك تأثرت مناطقنا بصراعات شديدة، وما يترتب عليها من أزمات إنسانية”.
إن كلمة سموه حفظه الله ورعاه تعكس السمات الأساسية لموقف مملكة البحرين ودورها وقدرتها على النهوض بالعمل المشترك وأداء رسالتها الحضارية الخيرة الدائمة.