العدد 5849
السبت 19 أكتوبر 2024
banner
“عُمير الهمداني” بسترة
السبت 19 أكتوبر 2024

المساجد من أحبّ البِقاعِ إلى الرب الجليل، ومن علامات حبّه لعبده حالما يتعلق بها، وهي من أفضل الأماكن للتربية الإيمانية التامة وإصلاح الفرد والمجتمع المتكامل وسط أجواء من المودة والمحبة والتكافل والتراحم، كما هي من أكثر البقاع التي تصعد بالأعمال الصالحة ويشيع فيها الذكر عظمة، والتسبيح تشريفاً، والترتيل تقديساً في منهاج طاعته بالصلاة والتلاوة والذكر والدعاء ودروس العلم من جهة، ومن جهة أخرى السعي إلى بنائها وتعميرها، وهو ما كان نفسه سيد المرسلين (ص) يُثني على إقامة عمارتها وترميمها وتعاهدها، وتنظيفها أجر مستمر وصدقة جارية إلى يوم القيامة.

جاء إعلان تأسيس إدارة الأوقاف البحرينية في 27 محرم سنة 1346هـ /‏ 1927م كتدبير احترازي وبادرة فريدة من نوعها آنذاك للإشراف على آليات تسجيل دور العبادة وملحقات ومتعلقات وقفياتها خشية الضياع والتبديد عبر تحديد معالمها واستغلال وصرف إيراداتها وفقاً لمفهوم صياغة الوقف الشرعية وعبارات الواقفين والأصول الموقوفة للذريات الخاصة والخيريات العامة والمودعات المالية السائلة حسب القانون ومقتضيات أحكام الشريعة الإسلامية، من خلال لجانها المختصة في تنمية تلك الأصول لأعيان الأوقاف ورفع مستوى إيراداتها وإجراءات صيانتها المستمرة واستثمار عوائدها الوقفية، فضلاً عن تأصيل الثقافة الوقفية وإحياء التراث الديني الأصيل فيها.

نافلة:

الشيخ “عُمير بن عامر الهمداني” المعروف بالمعلّم لتعليمه الصبية القرآن الكريم الذي وافته المنيّة في القرن الهجري الأول على أرض جزيرة البحرين الآمنة، ونال فيها حبّ أهل البحرين حتى بقي بينهم ردحاً من الزمن يُدرسهم علوم الدين والقرآن الكريم إلى أن وافاه الأجل وبقيَ قبره مزارًا (بُني له مقام من العريش والسعف عام 1948م) بعد أنْ شُيّد على قبره مسجد بـ “سيحة واديان” في جزيرة سترة على الساحل الشرقي من مملكة البحرين. هذا المسجد الذي أضحى معلماً إسلامياً بعد توسعته الرابعة عام 2005م، بات في جغرافية شبه مغلقة تُحيط به مباني الشركات الخاصة من جهة، وأسوار مدرستين ابتدائية وإعدادية من جهة أخرى؛ ما يستدعي التفاتة عاجلة من لدن السادة الموقرين “لجنة المساجد والمآتم” بإدارة الأوقاف الجعفرية لتطوير مرافقه الأساسية، ولاسيما في مشكلة مواقف السيارات بالتعاون مع الوزارات المعنية كالتربية والتعليم والأشغال وغيرها من أجل تنظيم انسيابية حركة مرور المصلين في الدخول والخروج، خصوصا كبار السنّ وذوي الاحتياجات الخاصة خلال الذروة من ظهيرة كل يوم.

 

*كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .