أول وأسرع ردود الفعل والتجاوب الذي يكشف مستوى الوعي الوطني بين أبناء البحرين، ما رصدناه مساء أمس في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بعد تصريح وزير الداخلية معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، فمن قراءة التعليقات يتأكد لنا أثر الوعي الذي يجمع كل شرائح المجتمع واتفاقهم على صيانة الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي والأمن والنظام، في الأوقات والظروف التي تستوجب الالتزام بهذا الواجب والمسؤولية تجاه الوطن الغالي.
قطعًا، بلادنا وأهلها ليست بمعزل عما يدور في المحيط الإقليمي بل والعالمي حولنا، ولهذا أصاب وزير الداخلية بحكمة واقتدار في قراءة المشهد، بتأكيده ما توجبه الظروف الراهنة والاستثنائية من يقظة ووعي وثبات وتماسك وطني، وحين نقرأ مضمون رسالة الوزير ونرصد ردود الفعل والأفكار والتوافق نطمئن كما كنا في كل المراحل، بأن البحرينيين في الصعاب بنيان مرصوص ويد واحدة، ولا ريب في أن أبناء الوطن، وفق هذه الحقيقة، يدركون مسؤوليتهم تجاه وطنهم مهما اختلفت انتماءاتهم الدينية والفكرية والسياسية.
إذًا، وكما أشار معالي الوزير، فإن الروح الوطنية والمعاني النبيلة لدى المواطن تظهر في الشدائد والأزمات، والحال أن ذلك نابع من إيمان البحرينيين بلا استثناء، بأن أمن واستقرار وسلامة الجبهة الداخلية لا نقاش ولا خلاف فيه أو عليه، فالرياح التي تعصف بالكثير من المجتمعات حرمتها نعمة الأمن والتنمية والازدهار، وهو واقع من التحديات التي تلزم كل الدول أن تتحصن من أي رياح تستهدف وجودها من مؤامرات أو تبعات أو تداعيات.
كلنا متفقون مع معالي الوزير بشأن مسؤوليتنا، أولياء أمور وعوائل ومؤسسات مجتمعية ومسؤولين في كل المواقع؛ لأننا متنوعون في آرائنا وأفكارنا وميولنا الفكرية والسياسية كذلك، لكننا لا نساوم على كيان الوطن المقدس ودرء كل خطر مهما كان حجمه إن كان يستهدف تماسكنا ونسيجنا ووحدتنا الوطنية... حفظ الله مملكة البحرين وأسبغ عليها وعلى قيادتها وأهلها عظيم النعم.