العدد 5821
السبت 21 سبتمبر 2024
banner
سلام يا ابن “آمنة” الطهر (ص)
السبت 21 سبتمبر 2024

الرقي الروحي والتكامل المعنوي الذي تتوق له أمم العالم وحاجتها إلى القوانين التي تنظم حياة العباد وترشدهم إلى السعادة الحقيقية والكمال الإنساني؛ يعوزها الدور الأكيد للأنبياء والرسل في الإخبار عن الجبار المتعال بتعاظم أهميتها التي تقوي الارتباط به وتوطد بيان المعارف الإلهية للناس على هدى تزكيتهم وتعليمهم، وإقامة العدل بينهم، والفصل في خصوماتهم وحل خلافاتهم وإتمام الحجة والبيان عليهم من أجل معرفة رافع السماوات وباسط الأرضين وطاعته واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وهم في حال من احتباس الصبر ورباطة الجأش على تحمل المشقة والأذى. تمثلت “نفايات” الأخلاق البشرية بأفكارها المسمومة نظِير شموخ الاستقامة بسمو تراحمها في واقعة “المرأة المسنة” قِبال أفضل خلائق أهل الأرض (ص) حين اعتادت تلك المرأة أنْ تلقي القمامة أمام منزله كل يوم بغية مضايقته، إلا أن الغريب إصراره على المرور بنفس الطريق متجاهلاً تعرضها له بالضرر. وذات يوم تفاجأ (ص) بعدم وجود أثرٍ للقمامة المعتادة! وعلم بعدها أن المرأة طريحة الفراش إِثر مرض أنهكها القيام، فقرر معاودتها عناية واهتماماً بها، ما أشعرها بالندم العميق حتى اعتنقت الإسلام في حينها.

نافلة:

تشير مراسيم المولد الذي شع بنوره المبارك أرجاء المعمورة إلى أن المسلمين بدأوا يحتفلون به منذ القرن الرابع والخامس الهجريين في مشاهد مهيبة كان يتقاطر إليها أهل مكة في يوم ولادته الميمون الذي يقع بين الثاني عشر والسابع عشر من ربيع الأول، وفي مكان ولادته الشريف في شعب أبي طالب التي تقع بين جبل أبوقبيس وجبل الخندمة في مكة، حيث يباركون لبعضهم ويدعون ويصلون ويتصدقون ويتهادون ويتراحمون في إطعام الفقراء وإسعاد المؤمنين تكريماً لنبي الإسلام (ص) حتى يومنا هذا، بعد أن انتشر إبان السيطرة الفاطمية على مصر آنذاك في تعابير محبتهم له على أحداث ووقائع وصور يسودها مقام التذكير بالنِعم الإلهية وإظهار السرور بمولده الطاهر.

ومنها ما تغنى بها الأديب الأفغاني جلال الدين الرومي بقوله:

وكل الناسِ تولد ثم تفنــــــى.. ووحدك أنت ميــــلاد الحياةِ.

وكل الناسِ تذكر ثم تنســــى.. وذكرك أنت باقٍ في الصلاة.

تردده المـــــآذن كل وقــــتٍ.. وينبض بالقلوب إلى الممات.

صل يا رب على صاحب الحضرة النبوية والرسالة الإلهية وعلى آله الغر الميامين وعلى أصحابه المهديين وعلى تابِعيه الخيرين إلى قيام يوم الدين، صلاةً يصعد أولها ولا ينفذ آخرها. وكل عامٍ وشعوب العالم قاطبة في وداد ووئام.

 

* كاتب وأكاديمي بحريني

 

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية