العنصرية في أوروبا ضد المسلمين والعرب مثل الإيجار غير المدفوع، وكما يقول شاعرنا سميح القاسم رحمه الله “يا منمقي روائع الكلام أقدم استقالتي لكم من شركة التأمين للموت”، وقد فضح أحد الأطباء العرب المقيمين في إحدى العواصم الأوروبية العنصرية المقيتة التي وصلت حتى إلى أنبل مهنة وهي الطب.
فالعرب في أوروبا يعانون من عنصرية خفية، وأحب أن أقول هنا إن العنصرية هي شعور بالفوقية، وهي على كل حال خوف من الآخر الذي ينافسنا في قدراتنا الاقتصادية والثقافية، والعنصرية على كل حال تأخذ قوتها من الظروف التاريخية الثقافية والسياسية والعسكرية، ويتطرق الدكتور لكل هذه المسائل بصورة خفية، فالعامل العربي الذي يأتي من بلاده قوي الجسم والعقل، فرحا بالعمل يتحول شيئاً فشيئاً إلى آلة عاملة، فينسى فرحه وينسى الحديث في عالم لا يطلب منه غير الإنتاج، وما يحصل عادة هو أن العامل - الآلي - المنتج غالباً ما يصاب بمرض أو حادث عمل فيرسل إلى عيادة الطبيب الميكانيكي فيحاول هذا الأخير إصلاح العطل.
ويشرح لنا الدكتور أن الأمور لا تكون عادة بهذه السهولة، فالعامل يستمر في المعاناة من إصابته، والطبيب يلح بأنه شفي، وإذا طالب العامل بنوع من الراحة يتهم بأنه مريض في شخصه وعقله، فيحيلوه إلى طبيب متخصص لأمراض العمال العرب، وكأن العمال العرب يختلفون كل الاختلاف عن المرضى الفرنسيين، وكيف أن الطب الأوروبي يحاول أن يضع المسؤولية كلها على الاختلاف الثقافي والاقتصادي والاجتماعي للعامل العربي.
قصص كثيرة دونها التاريخ عن عنصرية الأوروبي ضد العربي والمسلم بشتى الصيغ، والملفت في النظر قبل أي شيء آخر هو حديثهم المستمر عن الحرية وحقوق الإنسان والمساواة وأسطوانات كثيرة تحمل أعمالا مزيفة. الهجرة إلى الحلم تتحول إلى الهجرة إلى الاضطهاد والموت.
*كاتب بحريني