الذوق العام هو مجموعة الاعتبارات التي يجب مراعاتها للحفاظ على الأخلاق العامة والسمو العقلي والنفسي لأفراد المجتمع، وتلك المسألة في طبيعتها تختلف وتتباين داخل المجتمع ومن بيئة إلى أخرى حسب المفاهيم والقيم والعادات السائدة.
عندما تتجول في سوق المنامة ترى العجب من الإعلانات الرخيصة المنتشرة دون تخطيط أو تنسيق ينعكس على كل بهجة أو جمال بالمدينة، صور ومناظر لا توجد بها فكرة إعلان يفترض أن يزين الطرقات والميادين كما ينبغي، إنما صور فارغة رتيبة ومتشابهة بألوان متنافرة تعكس إحساسا باللامسؤولية، خصوصا أن مثل هذه الإعلانات يصممها الآسيويون داخل منازلهم بعيدا عن الذوق والجمال والنواحي البصرية، بل وتضيف إلى الشارع أو الطريق قبحا بدل أن تضيف إليه جمالا، كما أن السمة الغالبة على معظم الإعلانات هي صياغتها بأسلوب يشوه اللغة العربية ويطمس معالمها، بل ولا تقف المأساة عند هذا الحد ، بل إن اللغة الركيكة المشوهة يحفظها الأطفال عن ظهر قلب، فليس غريبا أن نرى بعض الأطفال ينطقون الحروف العربية بلغة ركيكة.
لطالما سألنا أنفسنا هذا السؤال الذي نتناوله كطعام الغداء.. ألا توجد مراقبة واشتراطات على هذه الإعلانات بأحجامها المختلفة الموجودة على حوائط المباني الخاصة والعامة ومحلات كثيرة في سوق المنامة وغيرها من الأسواق؟ ألا توجد لائحة تنظم هذه الفوضى ومظاهر التلوث البصري الذي طغى على مناطق كثيرة وكأننا في بلد غير عربي.
إن الذوق العام قضية مهمة في عالم الإعلان لا يمكن تجاهلها، وأي مساس بالذوق العام من شأنه أن يخلق حالة من عدم الرضا، لذلك نتمنى من الجهات المعنية متابعة الأمر فالمسألة أصبحت بلا رقيب وحسيب.
*كاتب بحريني