يفرح الطلبة وأولياء أمورهم ببداية العام الدراسي الجديد، وتزدان المرفقات المدرسية بهذه العودة الحميدة والجميلة، وقبلها تستعد كل أسرة وأبنائها بشراء المستلزمات المدرسية من ملابس وقرطاسية، فعند بداية كل عام دراسي يتم توديع العطلة الصيفية والبدء بعام تعليمي يتطلع فيه الطلبة وأسرهم إلى أن يكون عامًا مكللًا بالنجاح والتفوق، وهي بمثابة انطلاقة لسنة جديدة في حياة الطلبة بكل ما تحمله من جهد وجد وكفاح لتحقيق ما يصبون إليه من النجاح.
ويعد العام الدراسي الجديد عاما آخر في صفوف الدراسة لاكتساب مزيد من المهارات والأصدقاء والمعلومات، وليعيش الطلبة في أجواء مدرسية مفعمة بالحُب والحيوية والنشاط، ينهلون من إناء العِلم الواسع، مصحوبًا بلقاء المعلمين وإدارة مدارسهم، وما بين دعاء وأمنية يرسمون معًا بخطى ثابتة دروب التألق والنجاح في عام دراسي مليء بالتفاؤل والسعي لتحقيق أحلام مستقبلهم المشرق. لا صباح أجمل من صباح العودة إلى مقاعد الدراسة وفي الباحات المدرسية في رحلة جديدة لصنع نجاح مرتقب، أتى وقت الدراسة ولنستعد لها بكثير من الجهد وبقليل من الراحة والمرح، وكل جهد يبذله الطلبة يؤتي ثماره.
مضت العطلة الصيفية براحتها ومرحها، وأتت الدراسة بمرافقها وكتبها وامتحاناتها، وهاهي مدارسنا قد أنورت وازدادت إشراقًا بعودة فرسانها، انتهت حكاية الإجازة الصيفية وبدأت حكاية سنة دراسية جديدة في صفٍ واحد، حيث يستشعر الطلبة إجلال ذلك الصف جالسين أمام المعلمين الذين يؤدون بكل مسؤولية واقتدار رسالتهم التعليمية السامية، هذه الرسالة التي تساهم في تنشئة الطلبة وتنمية مهاراتهم وتنشيط إبداعاتهم.
ونحن في البحرين نحمد الله تعالى على ما يَسر لطلبتنا من المرافق المدرسية، فلمؤسساتنا التربوية منظرها الزاهي، والمشهد الأجمل فيها أن نرى الطلبة وهُم في أحسن حلة وأبهى طلعة، متأبطين حقائبهم، متوجهين إلى محضن التربية، ومنهل العلمَ ومنبع الثقافة، من حضانات ومدارس ومعاهد وجامعات، إنه منظر يسرُ الناظر لمجد أمته في درب العِلم وإشراقة الفكر، في طريق لا يؤدي في النهاية إلا للعز والرفعة. فالتعلم لا يكون فقط على الطلبة، فبجانب دور المدرسة فإن ولي الأمر والأسرة والمجتمع يتحملون جزءًا منه، فعلى الجميع أن يقف مع الطلبة ويؤازر جهدهم التعليمي، ويُرشدهم إلى أفضل الطرق المؤدية لأحسن النتائج التربوية والتعليمية. عودة دراسية حميدة للجميع.. وكل عام وجميعنا بخير.
كاتب وتربوي بحريني