العمل الخيري مساره غير محدود، وعطاؤه مستدام لا ينقطع، وهو ليس فقط عطاء ومد اليد لمساعدة الغير، بل إنه جسر قوي متين يُساعد على تقوية الروابط الاجتماعية بين البشر، ويُحسن التواصل بين جميع فئات المجتمع، ويثمر مجتمعا مترابطا وسعيدا، والمجتمع يسعد بوجود هذا التعاون الإنساني الذي يزهر فيه تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي للعائلات والفقراء المحتاجين، ولأهمية العمل الخيري ودوره المجتمعي أقرت الأمم المتحدة يومًا دوليًا للاحتفاء به في الخامس من شهر سبتمبر.
العمل الخيري هو عمل تطوعي لا إكراه فيه ولا إجبار، وبدون مقابل مادي أو أجر، ويتم فرديا أو من خلال الجمعيات الخيرية، وهو عمل يجعلنا ندرك أهمية هذا العطاء، وأن الفقر له أثر كبير على التنمية الاجتماعية، ولتحقيق النماء المجتمعي يتوجب مساعدة الأشخاص للنهوض بحياتهم بتقديم ما يُمكنهم في حياتهم، وأن الهدف من الاحتفاء بهذا اليوم يَكمن في مساعدة الفئات الفقيرة، وزيادة الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، وتعزيز العمل الجماعي، وتحسين التواصل بين الأفراد والمؤسسات، وتجديد الروح البشرية، وتحقيق مبدأ التكافل والمشاركة في التنمية الاجتماعية. وتهتم الأديان والشرائع والقوانين بالعمل الخيري باعتباره يسعى لتحقيق حاجات الناس، ويحفظ النفس والنسل وإنفاق المال في محله، خصوصا في وقت الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية. وهو أساس تحضر المجتمعات ورُقيها، وبه يتحقق الإصلاح الأسري المجتمعي، بل ومبدأ التعاون على البِر والتقوى وإشاعة الخير بين أطياف المجتمع وفي تسيير الحياة وتمكينها من مجابهة المعضلات والتحديات، ما يجعل المجتمع متماسكًا. وتتم في العمل الخيري الاستفادة من الطاقات والقدرات البشرية ومهاراتها وتسخير جهودها لخدمة المجتمع، وخلق جيل يتربى على العطاء وإنكار الذات. والبحرين لها تاريخ مجيد في العمل الخيري، ومنتشر في جميع محافظاتها ومُدنها وقُراها، ولا ينقطع من أصحاب العطاء المستدام وبسخاء من الرجال والنساء والمؤسسات.
*كاتب وتربوي بحريني