تُعتبر الطاقة النووية واحدة من أعظم الاكتشافات العلمية في القرن العشرين، وبدأت مع اكتشاف الانشطار النووي في الثلاثينيات، والتجارب النووية هي “انفجارات متعددة للأسلحة النووية لأغراض عسكرية وعلمية وتحقق كميات هائلة من الطاقة الإشعاعية التي تدمر كل ما حولها وتسبب تلوثًا إشعاعيًا يمتد لآلاف السنين”، وللطاقة النووية أهمية علمية وإنتاجية، كتوليد الكهرباء، إلا أن لها دورًا في إبادة محققة للإنسان إذا تم استخدامها كسلاح في الحروب والنزاعات، كما حصل بالقنابل التي ألقيت على مدينتي “هيروشيما” و”ناغازاكي”، وكشف الأمين العام للأمم المتحدة أن (هناك أكثر من 2000 تجربة نووية منذُ عام 1945م في عشرات المواقع حول العالم، كان لها أثرها الكبير في إلحاق المعاناة بالسكان، وتدمير البيئة الطبيعية، وتسميم الهواء). وتحتفل الأمم المتحدة في أغسطس من كل عام باليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية، بهدف تسليط الضوء ورفع الوعي الإنساني والدولي بالأضرار الكبيرة والآثار الإنسانية الكارثية للتفجيرات التجريبية للأسلحة النووية على البيئة والصحة البشرية، والدعوة لوقفها فورًا، ويواجه العالم اليوم ارتفاعًا مقلقًا في مستويات انعدام الثقة والانقسام عالميًا، فهناك العديد من الدول الشرقية والغربية التي تمتلك مخزونا كبيرا من هذا السلاح، ويُقدر بنحو (13) ألفا من الأسلحة النووية، وتتنافس هذه الدول على استمرارية تطويرها ورفع دقة أدائها وقوتها التدميرية، والاحتفاء بهذا اليوم يُمثل دعوة وتشجيعًا للدول للمصادقة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وتعزيز التعاون الدولي في مجال نزع السلاح النووي وحماية الأجيال القادمة من مخاطره.
وتتمسك مملكة البحرين بموقفها الثابت والداعي إلى نزع السلاح النووي وعدم استخدامه في النزاعات العسكرية، وأن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تعزز نزع هذا السلاح وتمنع انتشاره، ودعت في عدد من المحافل الدولية إلى التعاون الدولي لاستخدامه كطاقة سلمية، وضمان حق جميع الدول في الاستفادة المثلى من العلوم المتقدمة للطاقة النووية واستخداماتها السلمية ومراعاة الأمن والأمان النوويين، وتؤمن البحرين بأن إرساء أسس السلام والأمن والاستقرار في العالم لا يمكن أن يتحقق إلا بخلو العالم من هذه الأسلحة.
كاتب وتربوي بحريني