مع بداية كل عام دراسي، وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تدعو مدارس وزارة التربية والتعليم أولياء أمور الطلبة لحضور اليوم التعريفي المنعقد بجميع مدارسها. وفي هذا اللقاء يتم تعريف أولياء الأمور على (أهم محطات العام الدراسي، التعريف بالمدرسة وأنظمتها، استلام الملف التعريفي الخاص بكل طالب وطالبة)، وتكمن أهمية هذا اللقاء التعريفي في تعزيز الشراكة المجتمعية بين ولي الأمر والمدرسة، وتحفيز الطلبة على التفوق والتميز، وإنجاح العام الدراسي.
الأسرة هي عماد المجتمع والركن الحصين لها، وأساس صلاحه وقوته، ولها التأثير الأول والأهم على الأبناء منذُ الصِغر، فيتخلقون بأخلاق الأسرة، ويأخذون طباعهم، كالحلم والأخلاق والكرم والإيثار والتعاون، وهي من سمات بناء شخصية الطلبة القوية والتربوية القويمة. فكما للمدرسة دور تربوي وتعليمي فكذلك للأسرة الدور الأول من أجل إعداد الطلبة للحياة والمستقبل العلمي والعملي. وقد أكدت العديد من الدراسات (العلاقة بين خصائص الوالدين وثقافاتهم واتجاهاتهم وتأثيرها على الأبناء والنمو العقلي والاجتماعي لهم، كما أن سلوك الآباء يُقرر طريقة سلوك الأبناء في مجالات الحياة المختلفة، ومنها طريقة التعلم والمستوى العقلي)، وهذا ما يُساهم في تأسيس الطلبة بشكل صحيح. إن متابعة أولياء الأمور المستدامة لواجبات الطلبة المدرسية ومناقشتهم في أمورهم التعليمية تؤثر تأثيرًا إيجابيًا على تعليمهم، فالمناخ الثقافي والعِلمي العام في البيت له دور مماثل أيضًا، وينعكس إيجابيًا على الطلبة، فيجعلهم شغوفين بالعِلم، وبعزيمة صادقة، وتنمية شخصية الطلاب المستقلة باتخاذ القرارات، مع الوسطية والاعتدال في التعامل معهم، وتكليف الطلاب بقدر طاقتهم، وعدم تحميلهم ضغوطات أكبر منهم، فالمجتمعات المتحضرة تستدعي وجود ثقافات قادرة على مواجهة أية تغييرات وصد أية تيارات تؤثر على الأبناء والبنات. الأسرة هي نواة المجتمع المسؤولة عن تكوين أبنائها الطلبة وإعدادهم وبناء شخصيتهم، وتزويد المجتمع بهذه القوة البشرية المتعلمة المؤهلة والقادرة على خدمة وطنها وشعبها، وهذا لن يأتي إلا بالتربية الناجحة والتعليم المستنير.