لن تخرج مباراة منتخبنا الوطني ونظيره الأسترالي بتصفيات كأس العالم لكرة القدم عن هذه النتيجة: “ربما نفوز، ربما نخسر، ربما نتعادل”، لذلك لا يوجد شيء آخر نناقشه خارج هذا الإطار. إنها “قواعد اللعبة” وعلينا الالتزام بها جميعا، بعيدا عن محاولة العبث لافتعال “نقاش عقيم” لن يغني أو يسمن من جوع!
وفي ظني-وإن بعض الظن إثم- ثمة من يتساءل الآن عن سبب ترتيب النتيجة المتوقعة على هذا النحو، “الفوز أو الخسارة أو التعادل؟!” هذا ما يدور في عقول “المتشائمين”، و”الواقعيين”، و”المنظرين” و”المثاليين”، في الحقيقة لا أعرف تحديدا إلى ماذا تفضي هذه “المدرسة الفكرية”، لكنني أعرف تماما أن التفاؤل يتوجب أن يكون في طليعة التوقعات، لأنه يحمل في طياته بوارق الأمل، ولكم أن تتخيلوا الحياة دون أمل؟!
بهذه الطريقة أنا أفكر ويفكر الكثيرون، ولا يعني ذلك أننا غارقون في أحلامنا، شخصيا أقدم ما أتمناه وما يمكن أن يحدث ولو بنسبة 1 %، وأنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، وأبحث عن العوامل الممكنة في عالم كرة القدم الذي لا يحكمه المنطق، وهناك أمثلة ودلائل كثيرة يعرفها جيدا المتابعون لمباريات كرة القدم، لذلك ربما نفوز؛ لأن مباراة منتخبنا أمام أستراليا لن تخرج عن “الإطار الثلاثي” الذي وضعناه في عنوان المقال، ولعلنا بذلك نُحفز لاعبينا ونشعل فيهم الحماسة والإصرار، والدخول إلى الملعب بثقة ورغبة في تحقيق “نتيجة تاريخية”.
والبعض يفكر، ربما نخسر، وهؤلاء ينظرون إلى المباراة بواقعية، حيث إن المنتخب الأسترالي يعتبر من المنتخبات المعتادة على اجتياز التصفيات والوصول إلى كأس العالم وهو من عمالقة قارة آسيا، كما أنه لم يسبق لمنتخب البحرين أن فاز على أستراليا في المواجهات الست السابقة، وبالتأكيد يجب النظر كذلك إلى الفارق الكبير في تصنيف الفيفا، حيث يحتل “منتخب الكنغر” المركز 24 عالميا، بينما يحتل منتخبنا المركز 80 عالميا، فضلا عن تفرد أستراليا بلاعبيها المحترفين في أوروبا.
وآخرون يفكرون أننا ربما نتعادل بنتيجة المباراة، وهي نتيجة محايدة على ما اعتقد، والتعادل خارج الديار مكسب، ونقطة ثمينة من عرين الأسد، وقد يكون في جعبة منتخبنا شيء ما، بوجود “حالة غامضة” في معسكر الأحمر الذي يضم عددا لا بأس به من اللاعبين أصحاب الخبرة يتقدمهم “سمعة”، الذي سيحتفل بعد أيام بعيد ميلاده الـ 38، وشخصيا أعد إسماعيل عبداللطيف بـ “بوكيه ورد فاخر” إن فعلها وهز شباك أستراليا.
أخيرا، وليس آخرا، إنها مجرد احتمالات ثلاثة، لذلك نصيحتي أن تقدموا احتمال الفوز على الخسارة والتعادل، ولو في أمنياتكم، ولنغلق ذلك “الفم الجميل” عن إحباط الطموح وقتل الأمل!!