إذا تأملنا في حياتنا سواء في عالمنا العربي أو في بقية أرجاء العالم الغربي، شرقا وغربا، سنجد أن جهاز التلفزيون يعمل بشكل كبير على تنشيط القضايا الثقافية، وذلك عن طريق تخصيص قناة للثقافة والفنون، على اعتبار أن الثقافة جزء من التكوين الحضاري للمواطن، ومن ثم يجب أن توضع نسبة للمواد الثقافية بحيث لا يطغى الجانب الترفيهي على الجانب الثقافي أو السياسي، ولو أمكن الجمع بين الجانب الترفيهي والجانب الثقافي لحقق التلفزيون نجاحا كبيرا في إرضاء النفس البشرية والبناء الحضاري للمواطن.
لقد حقق تلفزيون البحرين نجاحات واسعة في كل البرامج، وبما أن آفاق المستقبل واسعة أمامنا، فقد حان الوقت لتخصيص قناة ثقافية فنية أسوة ببقية تلفزيونات المنطقة، كالقناة الثقافية السعودية، وقناة عمان الثقافية، وقناة النيل، وغيرها من القنوات، قناة تفتح نوافذ حراكنا الثقافي على العالم، وبما يقدمه المبدع البحريني من أفكار جديدة وإنجازات، وخلق الشعور بالحاجة الملحة للبحث والمعرفة، ومنبرا للحوار بين المدارس والاتجاهات المختلفة، فالقوة الهائلة التي يملكها التلفزيون ينبغي أن توجه لدعم وتنشيط الثقافة، فالقناة الثقافية السعودية مثلا “تقدم محتوى ثقافيا متنوعا يشمل العديد من المجالات مثل الأدب والتاريخ والفنون والتراث، كما تقدم برامج تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز المعرفة والتثقيف لدى المشاهدين”.
إن مملكة البحرين تزخر بالأنشطة الثقافية على مدار العام، وتستضيف المهرجانات السينمائية والفنية، وهي بحق مصدر للإشعاع الفني والثقافي وتمتلك تراثا عريقا لا ينضب، إضافة إلى الإمكانيات المادية والبشرية، وعناصر فاعلة في التقديم والإعداد.
كلنا أمل واستبشار بتخصيص قناة للثقافة والفنون في تلفزيون البحرين، الحلم الذي طال انتظاره.
* كاتب بحريني