الشباب نبض الأمة الدائم، والثروة المتجددة لها، ولدى الشباب القدرة على تحمل المسؤولية وقيادة الأمة وتبني الابتكارات ومختلف طرق الإبداع، ولديهم قدرة فائقة على السفر في فضاء الإنترنت، حيث استخدم (ثلاثة أرباع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا الإنترنت في عام 2022م)، ويُعتبر الشباب من الجنسين “بناء العصر الرقمي”، حيث تؤهلهم قدراتهم وأعمارهم وثقافاتهم لاستخدام التكنولوجيا لدفع التغيير وإيجاد مختلف الحلول لقضايا مجتمعاتهم، وهذا الأمر يُعبد للمزيد من الابتكار والتعاون لتحقيق التنمية المستدامة.
واحتفل العالم بيوم الشباب العالمي في 2024م بموضوع (من النقر إلى التقدم، مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة)، لما للرقمنة من أهمية في تحويل عالمنا إلى عالم أفضل، وتقديم فرص غير مسبوقة لتسريع التنمية المستدامة، والتأثير العميق عبر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث (تسهم التقنيات والبيانات الرقمية في تحقيق 70 % على الأقل من أهداف التنمية المستدامة، وتقليل تكلفتها بمقدار يصل إلى 55 تريليون دولار أميركي).
وتهدف الأمم المتحدة من الاحتفاء بيوم الشباب الدولي الذي اعتمدته في عام (1999م) لإذكاء الوعي بأهمية الشباب في التنمية والأمن والسلام، ومن أجل الدفع بعجلة الابتكار والتغيير الاجتماعي، والقضاء على الفقر وتحقيق المساواة المجتمعية. إن تحقيق هذه الأهداف المجتمعية يتطلب تمكين الشباب على اختلاف أصولهم ومشاربهم من المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والسياسية لمجتمعاتهم ضمن بناء عالم يُلبي فعًلا تطلعاتهم، كونهم شركاء أساسيين في التغيير، خصوصا أن نصف سكان عالمنا من سِن (30 عامًا وأقل، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 57 % بحلول نهاية عام 2030م).
الاحتفال باليوم العالمي للشباب يُساهم في دعم وتعزيز ومساندة وتطوير القدرات الشبابية بمختلف المجالات، باعتبارهم الأكثر احتياجًا لما يملكونه من طاقة لو أُحسن استغلالها لساهمت في نهضة الأمة، وأيضًا تقديرًا لجهودهم ودورهم في تنمية المجتمع، وبالاعتراف بكل المشاكل التي تواجه الشباب، والعمل على حلها، وعلى الأمة أن تفخر بشبابها المُبدع المُبتكر وقدرته على استثمار موهبته وصناعة مستقبل أفضل وأجمل له ولمجتمعه.
كاتب وتربوي بحريني