العمل الإنساني عطاء بنكهة متميزة، فهو يمد يد المساعدة إلى من يحتاجون إليها، فالعالم يشهد الكثير من الأحداث والكوارث، من أوبئة وحرائق، وزلازل وفيضانات، وفقر يلتهم من يريدون الحياة، وهذه الأحداث وغيرها تتطلب التكاتف في وحدة الحياة والمصير من أجل تحسين أوضاع المتضررين من هذه الأحداث، وعالمنا مليء بالمتسابقين من أجل الإنسانية، وهو سباق يتركز على الفئات الأشد احتياجًا، من الفقراء والنازحين واللاجئين، كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء والفتيات المعنفات. وتكمن الحاجة للعمل الإنساني بتقديم المساعدة لمن يحتاجها، وفعل العمل الإنساني مجاله مفتوح للجميع، من الجنسين، وكل فرد قادر على تقديم هذه المساعدة بما يملك من قدرات، ومع توافر التقنيات الحديثة التي فتحت الأبواب أمام ممارسات جديدة في العمل الإنساني على مستوى الأفراد والجماعات، وكذلك في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي الذي ساهم في وضع خرائط التفشي والإنذار المبكر والفحص والتشخيص والعلاج، وقيام طائرات بدون طيار بتسليم الإمدادات الطبية، ومن يمد يد العون لا يبتغي الشكر ولا ينتظر مكافأة، فهو يسعد بوهب ما يستطيع، لأنه عطاء غير مشروط وخارج من دائرة حسابات الربح والخسارة.
وتقديرًا لهذه الجهود الإنسانية فإن الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني في أغسطس من كل عام، وفي كل عام تهدد الكوارث الطبيعية والصراعات والحروب والنزاعات والأوبئة أرواح الملايين من البشر وصحتهم، وتتصدى لها جبهة من العاملين المخلصين لتوفير وتقديم المساعدة المطلوبة لهم. إنه جهد كبير يتطلب التضافر بين الأفراد والدول، وهذه الأعمال التطوعية يعود نفعها على البشرية جمعاء، والتي تتنظر هذه المساعدة بكل محبة.
* كاتب وتربوي بحريني