تستهل معظم المراكز العِلمية والتربوية والثقافية والخيرية شهور الصيف بمجموعة من الأنشطة الصيفية لاستغلال أوقات فراغ الطلبة من البنين والبنات في كل ما هو مفيد وجديد، والعمل على تنمية مواهبهم في مختلف العلوم والأنشطة الاجتماعية والمعارف المتنوعة.

وهذا له العديد من الفوائد، منها غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية، وتعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم، وتنمية مواهبهم وقدراتهم، وقضاء وقت فراغ صيفي ممتع مع الاستكشاف والتعرف على أصدقاء جدد، وبزيارة الأماكن والمؤسسات الوطنية والتعرف على تاريخها وأهميتها ودورها.

وتتيح الأنشطة الثقافية والاجتماعية للمشاركين والملتحقين بمراكزها اكتساب مهارات جديدة، وصقل شخصياتهم وتنمية قدراتهم، وزيادة معلوماتهم بما تتضمنه هذه الأنشطة الفكرية والبدنية والحركية والفنية والتوعوية والتقنية والدينية وغيرها، وهي جميعها تنمي الشخصية الوطنية للمشاركين والثقة بالنفس والقدرة على الحوار وتحمل المسؤولية، وتكسبهم خبرات حياتية، وتعزيز قدراتهم على مواجهة التحديات المستقبلية من خلال التنوع في المحتوى الثقافي والاجتماعي المُقدم. وتعتبر المراكز والمؤسسات التي تفتح أبوابها لتنفيذ الأنشطة الصيفية لمختلف الفئات العمرية من الطلبة أداة فعالة في مجال استثمار أوقات الطلبة، لتنمية مهاراتهم وتعزيز قيمهم الاجتماعية والوطنية، ما يُساعد في إعداد جيل مثقف وواعي بهوية وطنية وقومية، فالأنشطة الصيفية مهارات تحاكي علوم المستقبل، حيث تمثل هذه الأنشطة نقلة من قضاء الطلبة الكثير من الأوقات أمام شاشات التلفاز أو في استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية إلى فضاء أوسع من الأنشطة المتنوعة التي تتيح لهم اكتشاف مهاراتهم وميولهم وتنمية هواياتهم وممارسة مختلف الأنشطة الرياضية. وتسهم مختلف الجهات الحكومية بتوفير الأجواء لتكوين جيل مُبدع ومُبتكر قادر على التحدي والعمل والإنتاج والإنجاز من خلال توفير أنشطة متعددة ومتنوعة، ليُنمي قدراته المعرفية بما يُحقق الأثر الإيجابي الكبير والفائدة المنشودة، فالأنشطة الصيفية تربط الطلبة بالمجالات العملية، وهي تمثل مشروعًا مجتمعيًا ووطنيًا لاكتشاف المواهب والإمكانات لدى الطلبة، وهي بداية لرسم طريق واضح لمستقبلهم المضيء المشرق.

* كاتب وتربوي بحريني