العدد 5775
الثلاثاء 06 أغسطس 2024
banner
قلعة البحرين تنبض بالحياة
الثلاثاء 06 أغسطس 2024

قلعة البحرين، أو قلعة البرتغال، هي قلعة تقع في ضاحية السيف، تقع على شاطئ البحر في الجهة الشمالية من جزيرة البحرين، ما بين قرية “كرباباد” من الشرق وقرية “حلة العبد الصالح” من الجنوب والغرب، وهذا الموقع كبير جدًا، إذ يُشكل في الواقع المركز الرئيسي لحضارة “دلمون”. وهي قلعة راسخة على أرض البحرين، ومن أهم معالمها التاريخية والتراثية، ثابتة منذُ القدم، تنبض بالحياة، ووجودها يُضيف تميزًا للمكان وتاريخه، للأرض وهويتها، فهي بقعة تحكي لزائريها تاريخية المكان وأحداثه، بدءًا من “دلمون وتايلوس” والفترات التي تلتها. قلعة ذات أحجار مُهيبة تطل على سواحل الخليج العربي. لهذا ولأكثر من سبب اختارتها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم “اليونيسكو” في عام (2005م) لتكون على قائمة التراث العالمي، ما أكسب القلعة موقعًا عالميًا.

تجد في أسفل القلعة مدينة كاملة بأبنيتها وأعمدتها وأحجارها وخنادقها، والتي كانت تمثل مركزًا للحركة التجارية التي كانت بين البحرين ومختلف المناطق الأخرى. فقلعة البحرين عاصمة وميناء حضارة دلمون ورد اسمها في الخطوط المسمارية في الحضارة السومرية والبابلية.

وقد قام عالم الآثار “جيفري بيبي” في (1953م) بالكشف عنها في أول بعثة تنقيبية في منطقة الخليج العربي، حيث تم اكتشاف دلمون وامتداداتها التي هي موطن الآلهة والمعابد.

أثناء زيارة فريق “وكالة أنباء البحرين” أرجاء القلعة بمعية مدير الآثار والمتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار شاهدوا ما كتبته الكُتب والدراسات عنها، وقرأوا من على جدرانها ما اكتشفته التنقيبات المتتالية فيها، حيث تبين أن هذا الموقع يختزل قيمة تراثية فريدة، خصوصا أن هذا الموقع يُمثل سجلًا مفتوحًا لتاريخ المنطقة ــ وبحسب ما قاله مدير الآثار والمتاحف ــ (يتضح وجود 6 فترات تاريخية يُطلق عليها اصطلاحًا 6 مدن تاريخية، أولها “دلمون” المبكرة والتي تنقسم إلى مدينتين، ومن بعدها “دلمون” المتوسطة والمتأخرة، وفترة “تايلوس”، ثم الفترة الإسلامية).

فترات تشمل كنوزًا تاريخية متراكمة، وتراثا غنيا بالمعلومات والمكونات المادية.

ومن يأتي إلى البحرين عليه أن يزور هذه القلعة، ويطوف بمتحفها الذي افتتح في 2008م، ليتعرف عليها وعلى حقيقة ارتباطها بالتراب البحريني، وبمن سكنها من البشر الذين لا تزال آثارهم من سكنية وأثرية وتجارية ومدنية وثقافية شاخصة بهذه القلعة.

وستبقى هذه القلعة تنبض بالحياة، فهي تجسد علاقة الإنسان بالمكان، وارتباطه بأرضه التي عكست هويته وثقافته وانتماءه.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية