التطوع عمل إنساني نبيل، يبني الاحترام بين الأفراد، وينمي قدرات الشباب، وهو جزء من الخلفية التعليمية والثقافية والدينية للمتطوع، ويسهم في تعزيز روح المسؤولية ويستهدف الإنسان وتنمية قدراته، بما في ذلك التنمية المستدامة، بما يؤدي إلى دعم الاستقرار وتحقيق السلام في المجتمع، ويُحقق التطوع أهداف وتطلعات مختلف الفئات المجتمعية، والذين هُم بحاجة إلى العون والمساندة، ويتحلى المتطوعون بثقافة التطوع، ومن بنود هذه الثقافة الإيمان بقيمة العطاء في العمل التطوعي، وبناء الجسور، وتنميته مع الثقافات والمجتمعات الأخرى على أسس الشراكة الإنسانية المتجذرة.
المتطوعون في شتى المجالات هُم رُسل السلام والسكينة والطمأنينة، فهم يُسخرون طاقاتهم في بلدانهم وفي كل مكان من أجل خير البشرية، هُم مشروع حضاري وإنساني أينما كانوا وحلوا، وبما يجودون به من أعمال مجتمعية وخيرية، وبنشرهم الثقافة الصحية والتربوية والبيئية، وفي بناء فضاء مستنير من الريادة والمبادرة والإبداع، وفي رفع منسوب الإخاء والتعاطف الإنساني، وقد أسهم الكثير من المتطوعين بشكل كبير في ارتفاع مستوى الوعي بأهمية التطوع، وإبراز الصورة الإنسانية للمجتمع، وتدعيم التكامل بين أفراده. ويعد العمل التطوعي من ركائز تطور المجتمعات ورقيها وكذلك درجة الوعي، أي أن كل شخص مسؤول عن نفسه وعن غيره وعن مجتمعه، فديننا يدعو إلى الأعمال التطوعية، وذلك بممارسة كل عمل فيه مصلحة وخير للمجتمع، فالتطوع مظهر حضاري وفعل إنساني وواجب ديني، وهو ترجمة سلوكية لمعاني المروءة والشهامة والإيثار. إن زيادة انتشار النشاط التطوعي جعلت منه منهجًا تربويًا يُدرس في الجامعات والكليات والدورات التدريبية، وهذا أتى بفضل تطور مفهوم المجتمع المدني وتأثيره الكبير على الحياة والاقتصاد، وبسبب تداعيات الكوارث الإنسانية من حروب وفيضانات وحرائق وعواصف وجفاف، وهو اتجاه مُدمر قابله رد فعل إنساني وجيه ونبيل لمد يد العون للمجتمعات المتضررة وأفرادها المنكوبين، فضلًا عن الدوافع الخيرية في النفس البشرية.