العدد 5755
الأربعاء 17 يوليو 2024
في ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)
الأربعاء 17 يوليو 2024

في هذه الأيام من كل عام تمر الأمة العربية والإسلامية بذكرى استشهاد سبط "رسول الله" (ص) الإمام "الحسين بن علي بن أبي طالب" (ع) في كربلاء حيث يرقد ثراه الشريف. لقد كان استشهاده (ع) في سنة (61 هـ) درسًا جهاديًا، ومنهجًا ساميًا، في التضحية والفداء، وأمتنا العربية وفي هذه الأيام الصعبة تحتاج كثيرًا إلى استلهام هذه الدروس وذلك المنهج وتوظيفه في مسيرة العمل والبناء.
لقد تربى "الإمام الحسين" في حجر جده "رسول الله" واستلهم منه ومن والده "الإمام علي" العناصر الروحية والكفاحية التي غرست في مشاعره وأحاسيسه، وأصبحت نورًا يهتدي به في حياته كأعمق ما يكون، وتعلم كيف يواجه المواقف الصعبة في كل التحديات التي واجهته من أجل إقامة الحق. وقد انفتح على عِلم جده وأبيه وشجاعتهما وصلابتهما وبلاغتهما، فاستزاد منها وتقوى بها لإثبات أن "كلمة الله هي العُليا"، وعندما رفض القوم الحوار معه هبوا لقتاله، وكانت نهاية حركته في الشهادة. لقد كانت نهضة "الإمام الحسين" من أجل تحمل مسؤولية المسلمين والدفاع عنهم، فكانت شهادته رسالة من أجل حماية حياة المسلمين وأموالهم وحرياتهم، والدفاع عن قضاياهم. يستلهم أبناء الأمة العربية من مسيرة "الإمام الحسين" واستشهاده في تقديم الغالي والنفيس لخدمة المبادئ النضالية السامية ورسالة أمتهم الخالدة المتجددة، متخذين من صبر "الإمام الحسين" وشجاعته قدوة مُلهمة لهم، وستبقى راية الأمة بهذا النهج عالية خفاقة، لذا، يجب أن نتمثل دائمًا "بالإمام الحسين" في حياتنا وأعمالنا، وأن نتعلم منه كيف واجه، وكيف صبر، وكيف نأخذ بأسباب العزة والحرية والكرامة، وكيف انتصر، وأن نحزن في هذه المأساة حُزنًا هادئًا عميقًا، حُزن القوة والانفتاح على المعاني التي استشهد من أجلها "الإمام الحسين"، وأن نعي مواعظ "الإمام الحسين" ومواقفه وبسالته في الدفاع عن الحق. وستبقى ذكرى "الإمام الحسين" حية عطرة ومنارة تُضيء دروب المناضلين.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية