العدد 5750
الجمعة 12 يوليو 2024
خطاب عاشوراء يسمو بالفضيلة والتسامح
الجمعة 12 يوليو 2024

لا يختلف أحد قولًا ولا رأيًا بأن نهضة الإمام الحسين (ع) هي نهضة إنسانية، إنسانية في أهدافها، ومنطلقاتها، وفكرها ورسالتها، وكانت الدنيا في تلك اللحظة بحاجة إليها ولاستدامة تأثيرها. ونحن اليوم نعيشها بعد (1385) عامًا، نحتاجها كخطاب إنساني يحمل إلينا قيم تلك النهضة، وأهدافها، نحتاجها كخطاب يرتقي بهذه النهضة ومشروعيتها ورسالتها النبيلة. والخطاب الديني من فضائل هذه النهضة، ونقصد بالخطاب إجمالي الجهود الإنسانية من شفهية ومكتوبة، سردية وتحليلية، أدبية من نثر وقصص وأحاديث وشعر، ورسم وفنون تعبيرية.. كل ذلك وغيره هو خطاب يعكس هذه النهضة وأهدافها. فكاتب المقال والقصيدة والراسم لصورة المشهد العاشوري وغيره هو المعني بهذا الخطاب، وكُلٌ منا بقدر وعيه ومعرفته وقدرته على السرد والتحليل. فهذا الخطاب يمتلك القدرة على الاستقطاب الجماهيري، لما لهذه النهضة من أهمية وقيم في النفس الإنسانية، وأن لهذا الخطاب دورا ثقافيا متميزا قادرا على ربط أهداف هذه النهضة بأحوال أمتنا.
لذا، يجب أن ينطلق هذا الخطاب إلى فضاء متسع من البشر والعالم، ولا يجعل من قضية الإمام الحسين (ع) ونهضته إطارا دينيا خاصا، بل لينطلق أمام الأمة بكاملها ببشرها وأديانهم وأعراقهم وإنسانيتهم، كونه خطابا يسمو بالتسامح وقيم التعايش مع الآخر، ونحن نتحدث عن ذلك لأننا نؤمن بأن "المنبر الحسيني أمانة ومسؤولية وإشراقة توعوية"، أمانة لدى القائمين عليه، ومسؤولية من يتحملون مسؤولية تثقيف الناس، وتكمن مسؤولية المستمع الحاضر والسامع لهذا الخطاب في تثقيفه، وأن يُضيف إلى ما سمعه ما يمكن قراءته عن هذه النهضة، وأوله القرآن الكريم وتفسيراته، وأحاديث الرسول وأهل البيت "عليهم السلام"، ومن الكُتب والمراجع التي دونت سِير هذه النهضة، وهي جليلة وكثيرة، فالاطلاع على ذلك يضفي ثقافة نحن بحاجة إليها في فهمنا لهذه النهضة، فبجانب ما نسمعه ونقرأه يتكون لدينا مخزون ثقافي لهذه النهضة. "المقال كاملا في الموقع الإلكتروني".

ومن مميزات هذا الخطاب أنه متوازن لا ينافي "كتاب الله وسنة نبيه"، وهو خطاب يؤكد كرامة الإنسان وعزته، لا يذم أحد، بل يرفع من شأن الجميع، شعوبًا وأعراقًا وشرائع، رجالًا ونساء. وهو خطاب يتوافق مع الفطرة السليمة للإنسان التي تؤكد (أن على كل حق حقيقة، وأن على كل صواب نورًا).

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .