تتجه مملكة البحرين بخطى واثقة نحو تعزيز موقعها على خريطة السياحة العالمية، عبر تبني استراتيجية مبتكرة تهدف إلى تنشيط السياحة وجذب أعداد متزايدة من الزوار.
وترتكز هذه الاستراتيجية على تحويل منطقة الخليج العربي إلى وجهة سياحية موحدة وشاملة، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بتجربة غنية ومتكاملة تشمل زيارة البحرين كجزء من الرحلة.
ويؤكد خبراء سياحة أن البحرين ليست مجرد جزيرة صغيرة في الخليج، بل هي واحة من التاريخ والثقافة والتنوع السياحي، تستحق أن تكون في قلب تجربة أي سائح يزور منطقة الخليج العربي.
وقال عضو مجلس إدارة غرفة السياحة بمصر سابقا، باسل السيسي، إن استراتيجية الوجهة الواحدة والشاملة والمتكاملة تعد من أنجح الاستراتيجيات لتسويق الدول السياحية، مشيرا إلى أن الخليج العربي يعد وجهة متكاملة وشاملة لعوامل القرب الجغرافي والإرث الثقافي الثري والمتنوع، وكثيرا ما يكون جزءا من التنقل في تلك الرحلات بريا.
ولفت الخبير السياح المصري في حديثه لـ “البلاد” إلى نجاح تجارب عربية سابقة، إذ تتجه شركات سياحة عربية لتسويق مناطق كاملة متقاربة جغرافيا وذات تراث مشترك مثل مصر والأردن والسعودية في وقت واحد، وهو ما يؤكد نجاح التجربة بين دول أخرى خصوصا في الخليج العربي، ذات الفرص الأوفر، وخصوصا لو جرت تسهيلات في تكاليف النقل عبر الحدود بالنسبة للسياح، كما هو حاصل بالنسبة لأبناء الخليج والمقيمين.
وتبلغ نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة نحو 7 %، والنسبة في تزايد بزيادة معدلات زائري المملكة، منذ إطلاق الاستراتيجية،و بزيادة 50 % في عدد المنشآت السياحية الموجودة في المملكة، وفق تصريحات رسمية، حيث شجعت القوانين المستجدة القطاع الخاص على مضاعفة الاستثمار السياحي.
وأبرزت وسائل إعلام كويتية الترحيب الكبير في الأوساط الكويتية بتوقيع البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي، للأعوام 2024 و2025 و2026، بين البحرين والكويت، وعدتها خطوة إيجابية في مسيرة البلدين المشتركة نحو تعزيز الروابط الأخوية وتوثيق التعاون السياحي بين البلدين الشقيقين.
واعتبرت أن الاتفاقية تجسيد لرؤية البلدين الطموحة في التسويق والتنشيط السياحي المشترك والترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية واحدة متكاملة، تستهدف من خلالها لرفع معدلات السياحة البينية خليجيا، وتعزيز العمل المشترك على تطوير عوامل الجذب السياحي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في هذا القطاع الواعد، للارتقاء أكثر بمكانة المنطقة على خريطة السياحة العالمية.
وفي هذا الصدد، عقدت وزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي اجتماعا تنسيقيا مع مع رئيس مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية الكابتن عبدالمحسن سالم الفقعان، على هامش زيارة للكويت، حيث تم بحث إطلاق باقات سياحية خاصة بالتعاون بين الجانبين بما يُثري تجربة السياح بكلا البلدين الشقيقين ويساهم في تنويع الباقات والخدمات المقدمة، وتشجيع السياحة البينية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والترويج لمنطقة الخليج العربي كوجهة سياحية واحدة، بالإضافة إلى تفعيل اتفاقية التعاون في المجال السياحي التي تم توقيعها بين مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة.
وزار البحرين نحو 181 ألف كويتي في النصف الأول من العام الجاري، بزيادة تقارب 10 %.
وشاركت الوزيرة خلال الشهور الفائتة في العديد من الفعاليات والاجتماعات العربية والخليجية لتحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الاجتماع الثامن للوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قطر، حيث أشادت بالتجارب المشتركة في تطوير صناعة السياحة ورفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي.
(اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني)
البحرين، التي اختيرت عاصمتها (المنامة) عاصمة للسياحة العربية للعام 2024، تسعى عبر هذه المبادرات لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة، إذ تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي ومقومات حضارية وثقافية تجعلها نموذجًا في التسامح والتعايش بين الأديان والثقافات.
إضافةً إلى ذلك، تُولي المملكة اهتماما بالغا بتحقيق الاستدامة البيئية في القطاع السياحي، حيث تعمل على الحفاظ على المحميات الطبيعية والشواطئ والحياة البرية، بالتعاون مع القطاع الخاص لتطوير مشروعات سياحية مستدامة.
وتسعى المملكة إلى تنويع منتجها السياحي لتلبية تطلعات الزوار، حيث تقدم تجارب مبتكرة تشمل الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية، إضافة إلى توفير بيئة ملائمة للاستثمارات السياحية. هذه الجهود تأتي في إطار استراتيجية السياحة للأعوام 2022 - 2026، التي تهدف إلى تحقيق تنويع اقتصادي مستدام.