العدد 5782
الثلاثاء 13 أغسطس 2024
banner
مقولات رسمت ملامح أمم وألهبت حماسة الجيوش
الثلاثاء 13 أغسطس 2024

“حتى أنت يا بروتس”.. الجملة الشهيرة التي نطقها يوليوس قيصر مصدوما بخيانة رفيق عمره في مسرحية وليم شكسبير، ولو فتشنا في مسار التاريخ سنجد العديد من الجمل الشهيرة التي رسمت ملامح أمم بأكملها وألهبت حماسة الجيوش وكانت نموذجا للعزة والكرامة، والنبراس الذي يستضيء به الزعماء، وكذلك جملا أدخلتهم سراديب الانهيار، ومن هذه الجمل الخالدة كما نعرفها جميعا “أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر”.
وبهذه الكلمات التاريخية القليلة كما يقول المؤرخون أصبحت الحرب بالنسبة للعرب استماتة في سبيل الظفر، ودارت المعركة الفاصلة عند مدينة “شرش” جنوبي إسبانيا، ولم تكد تمضي ثمانية أيام حتى استحال الجيش القوطي إلى فلول شاردة زائغة، وكانت هذه الموقعة مقدمة لاستكمال فتح شبه جزيرة الأندلس.
لقد انقضت نحو خمسة قرون انفرط أثناءها عقد العرب من إسبانيا، وتغلبت القومية المسيحية فيها، واستحوذ البريطانيون على “الصخرة”، منذ القرن الثامن عشر، لكن اسم طارق بن زياد بقي علما على الصخرة القائمة كالطود عند مدخل المحيط الأطلسي.
الجملة الثانية جابت على لسان ملك من ملوك أسرة البوربون في فرنسا هو لويس الخامس عشر الذي تولى الحكم بعد لويس الرابع عشر الذي ازدهرت في عهده فرنسا وبلغت أقصى غايات المجد والقوة والجاه. ومع أن هذه المظاهر البراقة كانت تحمل في طياتها بذور الفساد والإفلاس بسبب نفقات الحروب التي خاضتها فرنسا في ذلك الوقت، إلا أن لويس الخامس عشر الذي حكم البلاد نحو ستين عاما قاصرا ورشيدا أغمض عينيه عما كانت تعانيه البلاد من بلاء منتشر وخراب اقتصادي، وعندما أحس بانهياره قال لعشيقته “ومن بعدنا الطوفان”.
وهناك مقولة “وامعتصماه” التي على إثرها حرك الخليفة المعتصم جيشا بأكمله لنجدة امرأة مسلمة، ولم تكن مقولة عادية، إنما زوبعة اقتلعت الروم.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .