ما يؤسف له حقا ونحن نعيش في هذا العصر، وجود بعض المفكرين العرب الذين لا يعرفون حتى الآن على أية أرض آيديولوجية واجتماعية يجب أن يقفوا، ويرددون في كل مناسبة إما الصمود أو الاندثار، وكأننا كعرب مازلنا نبحث عن مرافئ الأمان في بحر الحياة الشاسع المتلاطم.
أحد هؤلاء قال وهو على سرير الآلام والآهات “إننا لا نستطيع أن نغلق أبوابنا لا على الشرق ولا على الغرب إطلاقا، إنما سياسة النافذة المفتوحة التي تحدث عنها غاندي، وبعد ذلك نهرو، لابد من أن نسير فيها، لكن من يفتح نوافذ للريح يجب أن تكون رئتاه من القوة بحيث تتحملان كل شيء. فعلينا في الوقت نفسه أن نساهم في تكوين ثقافتنا ومعيارنا الثقافي والحضاري والاجتماعي، وهدف مجتمعاتنا أيضا، وهدف مجتمعنا العربي وهدف أمتنا العربية. لابد من أن يكون هناك تحديد، لا أقول واضحا لأنه من الصعب الوضوح في هذا المجال، لكن خطوطا عامة في هذا المجال يمكن أن تعيننا على الوقوف في وجه التيارات المعادية. أضيف إلى ذلك نقطة جانبية، وطالما أن الموضوع هو الغزو الثقافي فليست جانبية، هو أن المراكز الامبريالية في عصرنا الحاضر لها امتداد ثقافي كبير وهي تقوم باستخدام مثقفين عرب وأجانب في سبيل نشر ثقافات معادية موجودة هنا، ومن أهم مظاهر هذا الغزو صرف العربي عن مشكلاته الحقيقية”.
يا عزيزي دعكم من هذه التنظيرات، فالثقافة العربية والقيم العربية باقية والرمح الذي سينطلق ناحيتنا سينكسر حتما، ومهما هبت الأعاصير والعواصف سنبقى في قمم الجبال.
*كاتب بحريني