منذ فترة وإسرائيل تشن حربا على إيران من نوع جديد، وهي الحرب السيبرانية، حيث تم قصف الكثير من المنشآت النووية والمصانع الكيماوية في إيران، وجاءت عملية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية في إيران لكي تكشف عن مثل هذا النوع من الحروب، وفي نفس الوقت توجه رسالة إلى النظام الإيراني مفادها أنه ليس هناك أحد يمكن أن ينجو بنفسه في إيران. وشكلت خرقا كبيرا للاستخبارات الأمنية الإيرانية، حيث كان هنية يقيم في مبنى تابع للحرس الثوري الإيراني الذي كان يفترض أن يكون أقوى حصن أمني في إيران، خصوصا لشخصية مثل إسماعيل هنية، حيث إن تأمين هنية كان من المفترض أن يكون أمراً بالغ الأهمية للسلطات المعنية، لذلك كشف هذا العمل عن هشاشة النظام الاستخباراتي الأمني للنظام الإيراني الذي كان دائما لا يعلن عن أي هجوم إسرائيلي، خصوصا إذا كان هجوما سيبرانيا وعملية الاغتيال هذه جاءت في إطار الحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران، وهي الحرب السيبرانية التي تسمى بالحرب الصامتة، والتي بدأت قبل السابع من أكتوبر 2023، وخلالها شنت إسرائيل عدة هجمات سيبرانية على مواقع عسكرية داخل إيران، أشهرها هجوم سيبراني شنته إسرائيل على مصانع كيماوية في نطنز الإيرانية بمدينة أصفهان، ردا على قيام مجموعات فلسطينية في الضفة الغربية بهجوم على معبد ليلي لليهود في مدينة حنين والحرب السيبرانية هي نوع من الحروب الإلكترونية، وتشن على مواقع إلكترونية، وتم فيها تفجير كل المنشآت التابعة لها.
أما عن كيف تمت عملية الاغتيال، فكشفت صحيفة “التلغراف” البريطانية تفاصيل حول عملية الاغتيال في داخل إيران، مشيرة إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي استعان بعملاء أمن إيرانيين لزرع متفجرات في ثلاث غرف منفصلة داخل مبنى كان هنية يقيم فيه.
حيثُ كان من المقرر تنفيذ عملية الاغتيال خلال جنازة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في مايو، لكن تم تأجيلها بسبب الحشود الكبيرة واحتمالية الفشل. وأصبح النظام الإيراني في وضع لا يحسد علية عندما أعلن قادته أنهم سيردون على عملية اغتيال هنية، خصوصا أنه تم على أراضيهم، وقال خامنئي إنهم سيأخذون (بالثأر)، ما أوقعهم في حيرة فهم من ناحية تجبرهم هذه التصريحات على القيام بالرد المناسب ومن ناحية أخرى هناك مفاوضات سرية مستمرة بين أميركا وإيران تعهدوا فيها أنهم لن يقوموا بأي هجوم حقيقي على إسرائيل مقابل أن أميركا لن تقوم بأية ضربة للبرنامج النووي الإيراني، لذا كان الرد الإيراني على إسرائيل منذ فترة للرد على ضرب إسرائيل لهم مجرد حرب شكلية كتلك التي قاموا بها من قبل. عندما قصفت إسرائيل الكثير من منشآتهم النووية وهذا من المفترض أن يحرجهم مع حركة حماس وبقية الفصائل التابعة لها التي لن ترضى بمثل هذا الرد.
*كاتب بحريني