العدد 5773
الأحد 04 أغسطس 2024
banner
الزيارة الميمونة
الأحد 04 أغسطس 2024

الزيارة التي قمنا بها لصاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز، الأربعاء الماضي، تركت في نفوس وفد الجامعة الأهلية أكبر الأثر، حيث حفاوة الاستقبال للطلبة السعوديين الذين ساهموا بكفاءة واقتدار في إعداد المشروع الصحافي الفائز بجائزة ولي العهد رئيس مجلس وزراء مملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله.
ولعل ما يدخل السرور على النفس هو كرم الوفادة والود العميق الذي يكنه أصحاب السمو في المملكة العربية السعودية الشقيقة لشعب البحرين، وهو ما يعكس مستوى العلاقات التاريخية، التي تربط القيادتين والشعبين الشقيقين، هو ما أكده أصحاب السمو عند التقائهم بنا بمقر الإمارة في المنطقة الشرقية، وهو ما يوضح بجلاء أن التعاون العلمي والأكاديمي الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ لهو جسر جديد لربط أواصر العلوم والفنون والآداب بين دولتين إحداهما، وهي مملكة البحرين التي لعبت على المدى من العمر دور المركز التنويري والإشعاعي في المنطقة، ناهيك عن الشقيقة الكبرى السعودية، بما لها من حجم وعمق استراتيجي عربي، ودور إقليمي ودولي على مستوى العالم، بالإضافة إلى الفرص الذهبية التي توفرها المملكة الكبرى لكل من يمد أواصر الصداقة والمحبة إليها، هو ما يشير إليه ذلك الإقبال من أبنائنا السعوديين على الدراسة والتحصيل في جامعاتنا المعتمدة بمملكة البحرين، وهو كذلك ما أفرز باجتلاء تلك الكوكبة التي ساهمت بكل جد واجتهاد في إعداد المشروع الفائز بأرفع الجوائز الصحافية في البحرين منذ انطلاقتها قبل ثماني سنوات وحتى الآن.
ولعل في ترؤس أحد أبنائنا السعوديين لفريق المشروع الفائز بالجائزة، وهو الطالب فيصل الزهراني ومعه ثمانية طلاب من المملكة العربية السعودية، وسبعة طلاب من مملكة البحرين، ما يؤكد ذلك الانصهار الشبابي في مشاريع بحثية خلاقة جسدت بالفعل الهدف العلمي المنشود من أهمية البحث العلمي في الارتقاء بكافة الأنشطة الإنسانية في بلادنا المنطلقة للمشاركة في إنتاج عصر النهضة، وبلوغ أقصى قمم الحضارة والمساهمة في صناعتها.
لعلني لا أخفي فخري وسعادتي، إن قلت إن الجامعة الأهلية وهي أول جامعة تفوز بهذه الجائزة منذ نشأتها قبل أكثر من 23 سنة، تأمل في أن يكون التبادل المعرفي بين دول وشباب المنطقة هو الطريق القويم لإنتاج جيل من العلماء القادرين على نقل المنطقة بأسرها من الظلمات إلى النور، ومن التراجع إلى التقدم، ومن استيراد الحضارة والتكنولوجيا الحديثة إلى إنتاج الحضارة والتكنولوجيا الحديثة.
إن العمل الدؤوب الذي يستلهم طلابنا روحه الفياضة بأن البحث العلمي ثم البحث العلمي هو الضلع الثالث لمثلث متساوي الأضلاع على طريق صناعة التنوير في عالم اليوم، ناهيك عن التعليم المتقدم وخدمة المجتمع، هو ما يضعنا على أعلى منصات التفوق والإجادة، “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية