العدد 5759
الأحد 21 يوليو 2024
جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة
الأحد 21 يوليو 2024

بصرف النظر عن الفائز أو الخارج من السباق، وبعيدا عن اعتبارات ومعايير صحافية بعينها، إلا أن اليوم الأحد يصادف الإعلان عن جائزة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله، والذي أراه يوما لجميع الصحافيين، عيدا لكل من يمتهن مهنة القلم، ولكل من يدخل بلاط المتاعب بكل ما تحمله تلك المتاعب من تحدٍ، ودور وطني وسلوك تنويري.
إن جائزة سموه تؤكد أن في البلاد دولة تؤمن بأهمية الصحافة، وأن لها قيادة تدرك أن عصور التنوير الأولى لا يمكن لها أن تعود بالزخم ذاته إلا إذا كان التشجيع لأصحاب هذه المهنة هو سلوكا سنويا، ومنسكا دوريا، واحتفاء بالمجدين المجتهدين القادرين على صياغة وتثبيت الصورة الذهنية للمملكة لدى القاصي والداني، لدى البعيد والقريب، وأن ذلك لا يمكن له أن يتحقق من دون إتقان، من دون تجهيز وإعداد، ومن دون دراية واحتراف.
إن الأمم التي سبقتنا إلى عصور التنوير الأولى كانت تلعب الصحافة فيها دورًا محوريًا مؤثرًا، وأنه رغم هجمة التكنولوجيا ورغم انتشار أدوات التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، إلا أن الصحافة المنضبطة المقننة ستظل هي المنبر المعترف به من حيث ما يلي:
أولاً: إن الصحافي الرقمي يمثل إضافة نوعية للصحافة في سرعة الأداء، وتوفير المعلومات، وتأكيد الإجادة، هو نفسه ما كان يقوم به الصحافي المحترف الذي سيظل دوره مؤكدًا ومتناغمًا مع الصحافي الرقمي.
ثانيًا: إن الإعلام القانوني الذي ما زال حتى اللحظة بمثابة الوسيلة المحكومة بتقاليد وتشريعات، وآليات ومفردات، ومهارات وإمكانيات وتكتيكات، هو الإعلام المؤثر المقنن، المحايد الذي يحاكي الحدث وينقله في زمانه ومن مكانه، وبأساليبه المتعارف عليها من حيث الحبكة والحنكة والحكمة، والعلم والأداة المعتبرة المعترف بها.
ثالثًا: إن الإعلام المنضبط أو الصحافة المنضبطة ليست تلك التي تخضع لرقابة صارمة من خارج الإطار المهني بقدر ما كانت وستظل علمًا وفنًّا لا ينقل الحدث أو يدلي برأيه فيه فحسب، إنما كونه ينقل المتلقي إلى موقع الحدث وكأنه موجود داخل مفاصله، متعامل مع أدق تفاصيله، ومتعايش مع أهم سجالاته.
رابعًا: يقولون كثيرًا عن المحتوى في ظل ارتطام هذا المحتوى بالصورة أو الإطار المرتبط بالإعلام أو الصحافة الرقمية، وهنا لابد من إحداث ذلك التناغم بين الإطار والمضمون عن طريق إثراء المحتوى، وربط ذلك المحتوى مع الإطار الإلكتروني والثورة التكنولوجية الهائلة.
خامسًا: إن التوسع في منح هذه الجائزة لتشمل الجامعات والجهات من ذوي الاختصاص، والصحافيين المقيمين أو غير المقيمين، قد أدى إلى أن تصبح هذه الجائزة جائزة عالمية تتخطى الحدود وتصل إلى كل من يهمه الأمر.
هذا كله وأكثر يأتي إلينا ليذكرنا ويؤكد لنا دور الجامعات في إثراء علوم الصحافة والإعلام، في ربط الإطار أو الصورة بالمعنى أو المعلومات أو المحتوى، هو أيضًا ما يؤكد على أن الصحافة كونها سلطة رابعة فإنها تقوم بدور تأكيد الهوية، وترسيخها وتثبيتها في الصورة الذهنية، ليست داخل الحدود فحسب، إنما أيضا خارج حدود الوطن، من تداول المعلومات، ونقل للأفكار، وتبادل للمعارف، وحوار إنساني راق بكل المعايير والمقاييس، ولكل الأمم والشعوب، وكل عام وصحافتنا البحرينية بألف خير.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .